ترقية نهاية العام…

بقلم عبد الغني عارف

شعر الحارس الليلي بحركة غير عادية داخل المخزن. اقترب من المدخل. أنار مصباحه وسلط ضوءه بحركة عمت مختلف الزوايا المظلمة. لا شيء في مجال الرؤية. عاد إلى سقيفة الحراسة. ولم يكد يتعايش من جديد مع صمت الليل حتى تناهى إلى سمعه وقع خطوات حذرة. وبخفة المحترف أشعل المصباح من جديد فإذا به يفاجأ بلص يحاول سرقة محتويات المخزن. أوقفه. لم يرتبك اللص بل تقدم بكل ثقة في النفس لتحية الحارس وهو يقول له: نعم أعرف أنك حارس، وأن مهمتك حراسة هذا المخزن، ولكن لا تنس أنني أنا أيضا أؤدي واجباتي بتفان وإخلاص، أنا لص.. وفي اعتقادي أن رجلا محترما مثلك لا يليق به أن يتجسس على الناس وهم يؤدون واجباتهم.
شعر الحارس بالخجل والذنب عما بذر منه. اعتذر للص، ووعده ألا يكرر فعلته هذه مرة أخرى.
أخذ اللص من المخزن ما استطاعت يداه حمله، بينما وقف الحارس يؤنب نفسه على سلوكه المتسرع.
عاد الهدوء إلى المخزن. استلقى الحارس على ظهره وهو يعيد في الظلام ترتيب تفاصيل الواقعة. لقد خان الأمانة. هكذا كان شعوره. قضى ما تبقى من الليل حائرا قلقا، مع عشرات الاحتمالات لما يمكن أن يقع غدا عندما يكتشف صاحب المخزن ما حدث. وبينما هو يقلب الأمر على كافة أوجهه تبادرت إلى ذهنه فكرة، فتساءل: لماذا لا أبادر في الصباح فأخبره بالأمر… وليقع ما هو مقدر أن يقع.
في الصباح أخبر الحارسُ صاحبَ المخزن بما حدث الليلة الماضية. شكره صاحب المخزن على حسن تصرفه مع اللص، ووعده بالترقية في نهاية العام.

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد