التقى عامر برغدة في أحد السجون السورية منذ 15 عامًا. وكان عامر، ناشطاً فلسطينياً، ورغدة شابة ثورية سورية وعضوة في حزب شيوعي محظور في سوريا ومن خلال ثقب في الجدار، تمكن الشابان من التواصل والحديث، ليقعا في الحب فيما بعد. وبمجرد الافراج عنهما، تزوجا وأنجبا طفلين، حيث مكث عامر حينها عامين في السجن بينما مكثت رغدة ثلاثة أعوام.
لكن رغدة ما لبثت وأن زج بها في السجن مرة أخرى بسبب كتاب ينتقد نظام الأسد. وبعد أكثر من ستة عشر شهراً في السجن، تم إطلاق سراح رغدة، حيث لم شمل الأسرة مرة أخرى، وكانت الثورة السورية حينها في أوجها. في حين بدأ المخرج شون مكاليستر بتصوير قصته العائلة قبل ذلك بعامين. لكنه في أكتوبر عام 2011 اعتقله النظام السوري، فمشاهد عامر ورغدة وضعته مع أسرته في خطر داهم.
(شون مكاليستر مدير) ”أعني أن هذا شيء تكتيكي خلال الليل، لديهم دائما شخص يتعرض للضرب، وكل ما يمكنك سماعه هو الصراخ والصراخ وفي الواقع ما يؤلم أكثر من رؤية شخص يموت هو سماع رجل يبكي، تحت التعذيب، والضرب، والضرب وسيلة، ومن المدهش حقا أن بعض هؤلاء الناس يعودون مرة أخرى، وهم يعرفون ما يمكن أن يواجهونه، وهؤلاء الناس حقا أقوياء بشكل مثير للدهشة. ”
وأطلق سراح شون بعد خمسة أيام من الاعتقال، بينما فرت العائلة السورية الى مكان آمن في لبنان، لكن عاطفة رغدة تجاه الثورة دفعها للعودة إلى بلدها مرة أخرى، لتترك عائلتها ورائها. بعد ثلاثة أشهر، عادت رغدة ومنحت العائلة حق اللجوء في فرنسا.
ولكن بسبب تلك الخطوة، وبعد المسافة بينهم وبين الثورة السورية، بدأت علاقة عامر ورغدة في التفكك، وكانت العواقب تبدو وخيمة على الأسرة.
وفي الوقت الذي لايزال فيه مئات الآلاف من اللاجئين السوريين يفرون إلى أوروبا، تسلط قصة العائلة السورية الضوء على التحديات التي تواجه الأسر السورية بعد وصولها الشواطئ الأوروبية.
وبينما تحتدم الحرب في سوريا بلا نهاية في الأفق، لم يتبق للاجئين السوريين سوى محاولة البحث عن حياة أفضل لهم ولأبنائهم في أماكن بعيدة عن بلدهم.
وبالنسبة لرغدة وعامر، فالحرية جاءت بسعر مرتفع، لكن رغم كل شيء، لا يزال لديهم أمل بالمستقبل.
(رغدة): ”لا أستطيع التغيير، موجات عدة تأخذني الى العديد من الأماكن، ولكن لا يزال لدي الأمل بالإنسانية، لأجل الحرية، ولأجل بلدي، ولدي العديد من الأسئلة حول نفسي، ولكنني بدأت الآن”.
تعليقات الزوار