ترجمة ذ: محمد مكاوي
تم إنجاز الطبعة الأولى من هذا الدليل سنة 2012 من طرف الممرضة الاكلينيكية ليسي كوتي بتعاون مع الدكتور بول هوتان باحث متخصص في أمراض الشيخوخة والدكتورة الممارسة العامة مارتين جونرنو كما شارك في إعداده الممرضات الإكلينكيات كلاين بونين وهلين بريان ولينا سنيكال بالإضافة إلى الدكتور جون فرانسوا تريديل
وتم طبعة بالمكتبة والأرشيفات الوطنية بكيبيك بكندا.
الأسماء الواردة في هذا الدليل تشمل المذكر والمؤنث على حد السواء كما أن توصياته تؤخذ على سبيل الإرشاد وليس الإلزام.
مقدمة
يلعب الشخص المقدم لرعاية أمراض الزهايمر أدوار أساسية في حياة الشخص المصاب، تزداد مسؤولياته تعقدا مع تدهور الحالة المرضية وتتسع لتشمل اتخاذ قرارات هامة تحدد مصير الشخص أو مساعدته على قضاء حاجاته الشخصية كانتعال الحذاء أو التبول مثلا.
إن تقديم تلك المساعدات في لحظات الضعف والوهن لشخص تحبه، وكان إلى زمن قريب يضحي من أجل سعادتك لا يقدر بثمن. كما أن نسيان الشخص المريض بالزهايمر للوجوه والأحداث والعلاقات الاجتماعية هو استغاثة داخلية ليقدمها الإنسان الآخر دون امتعاض ولا من ولا استصغار.
كيفية استعمال الدليل
يعتبر الزهايمر من أمراض الشيخوخة والتي تؤدي لضمور خلايا المخ فيؤثر ذلك على القدرات المعرفية للفرد وينعكس بشكل سلبي على باقي عملياته الذهنية وأنشطته اليومية وعلاقاته الاجتماعية.
تختلف استجابات الأفراد للمرض باختلاف شخصياتهم وجودة مرافقتهم. وتبقى الخصوصية الفردية للشخص المريض محددا أساسا في نوعية استجابته مما يستوجب معه القول بعدم وجود وصفات جاهزة للتعميم على جميع المرضى وفي جميع مراحل تطوره.
يقترح هذا الدليل مجموعة من التوجيهات ذات الطابع الإخباري وليست ذات طابع الإجباري ينبغي تكييفها مع الخصوصية الفردية للشخص المريض واعتبار أنه يتوفر على قدرات ينبغي تثمينها وكرامة ينبغي الاعتراف بها مهما بلغت درجة ضمور خلايا مخه.
الصعوبات المعرفية
صعوبات التركيز
قد يجد الشخص المصاب بمرض الزهايمر صعوبة كبيرة في تركيز انتباهه على مثير محدد مما يؤثر على قدراته في تسجيل المعلومات أو في إنهاء مهمة في زمن محدد، وتعرف هذه الصعوبات تناميا وتعقيدا مع التقدم في مراحل المرض لتتأثر بذلك جميع العمليات المرتبطة بالتركيز والانتباه وإمكانية تسجيل معلومات أو أداء مهمة مهما كانت بساطتها.
ما العمل من أجل التخفيف من صعوبات التركيز؟
1- تقليل مثيرات البيئة (الصوت، الضوء، أعداد الزوار).
2- التأكد من سلامة سمع وبصر الشخص المريض.
3- شد الانتباه عن طريق النظر في العينين والمناداة باسمه المحبب لديه (الشخصي أو العائلي).
4- إجراء الأنشطة في مكان هادئ.
5- إعطاء تعليمة واحدة وبسيطة وسهلة الإنجاز.
6- إنجاز المهمات خطوة بخطوة.
7- التقليل من الكلام أثناء إنجاز المهمة.
8- تخصيص فترات للراحة خلال عمليات إنجاز المهمات.
صعوبات التذكر:
تظهر صعوبات التذكر في بداية المرض بنسيان الأسماء حديثة التعلم، أو صعوبة العثور على أشياء مألوفة، ثم يتطور النسيان بالتدريج؛ حيث ينسى المريض ما إن زاره أحد بالأمس؛ أو بأنه كان نزيلا في المستشفى، ويعمل على تمويه صعوباته في التذكر بتقديم إجابات عامة أو مخترعة.
يصبح المريض في المراحل المتقدمة عاجزا عن إعادة جواب قدمه للتو، أو قد يعيده هو نفسه لمرات متكررة.
تؤثر هذه المشكلات على مستوى الاستفادة من إمكانيات التعلم الجديد مهما كان بسيطا,
وفي نفس الوقت تبقى المهارات اليدوية المكتسبة قبل المرض محتفظا بها لزمن أطول وقابلة للتوظيف.
يتأخر مريض الزهايمر في فقدان الأحداث القديمة وتبدأ تجلياتها حين يجد الشخص المريض صعوبة كبيرة في تذكر الأحداث المهمة في حياته؛ أو ما كان يقوم به من عمل، ثم يمتد ذلك بالتدريج لنسيان أسماء أطفاله وزوجته.
ما العمل أمام من أجل التخفيف من صعوبات التذكر؟
- اعتماد طقوس يومية بمعنى إنجاز نفس الأشياء في نفس الزمن و بنفس الطريقة.
- كتابة أسماء الأشخاص وأرقام الهواتف الهامة ويمكن الاستعانة بالصورة في حالة أمية المريض.
- تعليق لائحة بسيطة للأنشطة اليومية في مكان مرئي ومكتوبة بخط واضح.
- وضع مذكرات في أماكن مناسبة.
- إغلاق دواليب المطبخ.
- تعليق مذكرات، ساعة، جرائد، لوائح ساعة أمام أنظار المريض.
- التذكير المستمر بالتوجيهات.
- تكرار تعليمات الأنشطة اليومية.
- كتابة رقم الهاتف والاسم أمام أنظاره لتمكينه من الاتصال بك في حالة الغياب.
- عدم تغيير أماكن الأشياء المألوفة الراديو، الهاتف، الساعة، الصور.
- تحديد بعض الأمكنة أو الأشياء لمساعدة المريض على العثور عليها.
- التشجيع على تذكر الأحداث الماضية.
- تجنب الامتعاض أمام سؤال مكرر.
- تجنب تحسيس الشخص بالنسيان. كقولك مثلا: لقد أخبرتك بالأمر سابقا.
- الحرص على تحيين الأنشطة الاعتيادية عوضا عن تقديم أخرى جديدة.
صعوبات التموقع في الزمان والمكان
يعني التموقع القدرة على تحديد الفضاء والتنقل فيه بيسر؛ وتحديد الزمن وفتراته والوعي بتعاقب الليل والنهار وقراءة الساعة في حالة عدم الأمية؛
تتطور صعوبات التموقع في الزمان والمكان عند الشخص المريض بكيفية تدريجية، حيث تمس في البداية الأمكنة الأقل ألفة (سكن أحد الأقارب مثلا، أو بعض الأشخاص (رفاق العمل سابق). وعندما يتقدم المرض تمس صعوبات التموقع في المكان والزمان الطقوس اليومية الاعتيادية حيث يود المريض مثلا تناول الفطور في جنح الظلام (الليل). ويبدأ في الخلط بين أبنائه وإخوته والبحث عن مكان المرحاض في منزله.
ما العمل من أجل التخفيف من صعوبات التموقع في المكان والزمان ؟
- الإكثار من المعالم الميسرة للتموقع في الزمان والمكان.
- معلمة نهاية الأسبوع على اليومية المستعملة في الأنشطة.
- ترك اليومية، الساعة، الجرائد، الأشياء المألوفة أمام أنظار المريض.
- توجيه الشخص ومساعدته على التموقع.
- تذكير متكرر بهويات الأشخاص المحيطين بالمريض.
- إضاءة فانوس في الليل.
- تجنب تغيير محيط المريض.
- إزالة المرايا من البيت إذا لم يعد يتذكر نفسه.
- تجنب مطالبة المريض بتحديد الزمن والمكان مع الحرص على مده بالمعلومة.
صعوبات اللغة والتواصل:
في البداية تكون الإصابات اللغوية عند الشخص المريض طفيفة ويكتشفها الأقارب وحدهم فقط، فقد يجد المريض مثلا في بداية مرضه صعوبة في استرجاع أسماء بعض الأشياء المألوفة، ثم بالتدريج وبتنامي درجة المرض يقل كلامه فيركب جملا قصيرة جدا أو غير تامة، وقد يكون عاجزا عن التعبير عن مشاعره وآلامه واحتياجاته وقد يفتقد الكلمات للتعبير عنها.
تفسر هذه الصعوبات وجود حالات القلق والحركية المفرطة أو العنف.
يفقد المريض في مرحلة متقدمة اللغة بكاملها ولا يتكلم البتة أو يبدأ بتكرار جمل بنفس النمطية والكلمات.
تظهر في نفس الوقت صعوبات فهم اللغة المكتوبة أو الشفوية، فيمكنه قراءة الكلمة مثلا لكنه لا يتذكر معناها، كما أنه قد يجد صعوبة في التحاور خاصة عند حضور العديد من الأشخاص، ولاحقا قد يجد صعوبة في فهم بعض الجمل السهلة مثلا “تعالى لتأكل” أو “انتعل حذائك”.
انسجاما مع ذلك ينبغي الحرص على الاستماع للمريض وملاحظة ردود أفعاله لتحديد مستوى الفهم والتكييف والتدخل.
ما العمل من أجل التخفيف صعوبات اللغة والتواصل؟
- المناداة على الشخص باسمه من أجل إثارة اهتمامه.
- الحرص على الحفاظ على التواصل البصري من خلال الوقوف أو الجلوس أمامه.
- عدم التواصل مع الشخص كما لو أنه يتم التواصل مع طفل.
- التحدث للمريض باحترام وتقدير.
- استعمال جمل سهلة وقصيرة.
- التحدث ببطء وبوضوح.
- التقليل من مصادر التشتيت.
- طرح سؤال واحد وترك الحرية للشخص قصد تحديد زمن الإجابة.
- تكرار السؤال على المريض باستعمال نفس مفردات السؤال الأول.
- تجنب الأسئلة المفتوحة المستدعية لإجابات منطقية مثلا: لماذا ؟
- الاستعانة بالحركات وبالأشياء أثناء التواصل.
- تبسيط القرارات عبر تمكينه الاختيار بين شيئين اثنين على الأكثر.
- تحوير رفض تقديم خدمة مثلا: “نعم، ولكن” عوضا عن “لا” لتجنب المواجهة أو الإحباط. مثلا إذا كان يود الخروج يمكن الجواب ب “نعم، ولكن بعد الغذاء”.
- تبني مواقف إيجابية ووجه بشوش.