الدكتور محمد وقيدي
أكدنا في دراسة سابقة ،أن الحقوق الأولية للإنسان هي ما دعوناه بالحقوق الحياتيةـ وقد قصدنا بها تلك التي تتعلق بالحفاظ على حياته، والعمل على حمايته بضمان صحته. فحق الإنسان في الحياة هو أول الحقوق التي تنبني عليها كل الحقوق الأخرى.
إذا كنا من جهة أخرى، قد ركزنا على ما ينبغي الامتناع عنه في حق الإنسان معتبرين أن في الامتناع صعوبة تواجه فيها الذات رغباتها، وميزاتها الظاهرة والمكبوتة، فإن هذا يدفع على الامتناع عن كل ما يلحق الأّذى بالغير.
لكن الحياة التي سنتحدث عنها هنا ليست الحياة البيولوجية، بل الحياة المعنوية للإنسان. والاغتيال المقصود هو المعنوي لا الجسدي. ورغم مظاهر التشابه الممكنة المندمجة ضمن فرضيتنا العامة،فإن الوسائل والغايات تختلف.
وصفنا الاغتيال المقصود لدينا بالرمزي ، لأنه يهاجم حياة الإنسان بما له من قيمة في الحياة، وما له من مكتسبات تركيبة وخلقية وفكرية وعلمية، وأدوار مجتمعية.والوسائل هنا تختلف من حيث إن الفرق يكون في كون القتل الجسدي يستخدم فيه سلاح ناري أو سلاح أبيض، في حين أن القتل الرمزي يعتمد على ميكانيزمات سلوكية تخفي الغاية منها.
من بين السلوكات التي تخفي الغاية الحقيقية قد يظهر بنوع من الجهد توددا للشخص المراد الاعتداء عليه يعمل في الظلام وفقا لغاياته الخبيثة الحقيقية.إن مشاعر الحسد والغيرة والنقص وما يرتبط بذلك من حقد هي الحقيقة المحركة للسلوك.
من الغايات المقصودة تحطيم معنويات الشخص المقصود في غيبته أو في حضوره. ويكون المراد هو الحلول محل الضحيىة في مكانته ومسؤولياته. وقد تساهم فوائد انتهازية مقصودة. وعلى العموم لايهم بقاء الشخص حيا جسديا ولكن قتله المعنوي والرمزي هو المقصود.
هذا جرم تميل له الذوات المتخلفة عن العمل وفقا لحقوق الإنسان. لكن الجاني يقلق عند كشف ميكانيزمات انتهازيته