خريبكة :الملتقى الدولي لفنانين القصبة يؤكد ضرورة الفن لخدمة قضايا المجتمع

ريتاج بريس

 الملتقى الذي اختار شعار “الفن، لغة عالمية للتقريب بين الشعوب”، يعرف مشاركة فنانين تشكيليين ومبدعين من مختلف القارات، حيث حضر فنانون من فرنسا، إيطاليا، اسبانيا، تركيا، قطر، السعودية، العراق، تونس، الجزائر،  روسيا، مصر، كوريا إلى جانب نخبة من الفنانين المغاربة، وبالخصوص فناني مدينة خريبكة، في مشهد فني استثنائي جمع بين الثقافات والألوان.

ويهدف هذا الحدث إلى ترسيخ قيم الحوار الثقافي من خلال الفن، وتعزيز القيم المشتركة، تحسين تشجيع الدراسات البحثية في مجال الفنون عموما والفن التشكيلي بالخصوص، باعتباره لغة تتجاوز الحدود والاختلافات، وتجمع بين الشعوب على قاعدة الجمال والتفاهم. كما يشكل الملتقى منصة للتبادل الفني، وورشة حية للإبداع الجماعي، حيث يقدم الفنانون أعمالاً تمزج بين التجارب المحلية والتوجهات العالمية.

اذ شارك مجموعة من الأساتذة والباحثين في تقديم 20 ورقة علمية بالكلية المتعددة التخصصات جامعة مولاي سليمان، الى جانب الورش العملية والزيارات الميدانية.

واتفق المشاركون بالأجماع على ان الفن هو لغة الروح، يخاطب القلب ويجمع الناس في لوحة، في قصيدة، في لحن، نجد البشرية متصلين، متعاطفين، متجاوزين الحدود والمسافات، والاختلافات بالفن، اذ هو جسور من الحب والفهم، يبني العلاقات ويعزز التواصل بين البشر، وعرفت الجلسة الشرفية الأولى ومحورها: الفن والمجتمع تجارب دولية والذي ادار الجلسة د.أ عبد المولى الخضر من الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة.

اذ تم تقديم مجموعة من العروض المتنوعة، منها:

ورقة تحت عنوان الكاريكاتير كمدخل للرسم على الشرائح الخزفية، قدمتها د.أ منيرة المير من جامعة قطر.

وقدمت د. ناتاليا مولينوس نافرو عميدة جامعة اليكانتي، باسبانيا ورقة تحت عنوان الفنانة الاسبانية خوانا فرانسيس: كسر القالب.

وقدم الدكتور كليمنس بيونغكون سو من كوريا عرضا تحت عنوان تقنيات مليئة بالأبداع: الفن والتأثير، وقدم د. ينيس بيريز ورقة بعنوان الفن والتأثير الاجتماعي في المدن والضواحي.

وقدمت د.أ. علياء العزي الباحثة في مجال الفنون والتواصل بورقتها العلمية المعنونة ” الفن ولغة الحوار: بناء جسور التعايش في المجتمعات المعاصرة”، فنانة تشكيلية ورئيسة جمعية افريقيا للثقافة والفنون والتنمية المستدامة.

وعرضت د.أ. عواطف منصور، من جامعة منوبة، تونس ورقة تحت عنوان أهمية تدريس الفنون لغير الاختصاصات الفنية.

وعرض د. شمس الدين ضياء داغي عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة ولنت اجاويد، تركيا ورقة بعنوان القران وجمالية الخط في الفنون الإسلامية والعربية.

وقدم الفنان الاسباني باكو اراسيل من اسبانيا عرضا حول فن الرسوم المتحركة الأكثر شعبية في العالم

وقد الفنان النحات سيرجو باكويري من إيطاليا عرضا بعنوان منحوتات صنعت من مخلفات الانفجارات في الحرب العالمية الأولى والثانية،

وقدم أ. محمد العمري من جامعة ابن زهر باكادير ورقة بعنوان التراث المادي المغربي من زاوية الحرفة والفن.

وقدم د. سمير الضامر من المملكة العربية السعودية عرضا حول موضوع الثقافة الشعبية، هذا الى جانب 15 ورقة علمية قدمت خلال الجلسات التي شهدت تفاعلا من الطلبة والمشاركين.

وخرج الملتقى بمجموعة من التوصيات أهمها ان الفن له قيمة تواصلية تتجاوز البعد الجمالي، وبهذا الأخير يمكن إنشاء بيئة حوارية تسهم في تعزيز التفاهم بين أفراد المجتمع بغض النظر عن اختلافاتهم الثقافية أو الاجتماعية، ومن المهم دمج الأنشطة الفنية والبرامج الثقافية ضمن السياسات التربوية والاجتماعية، التي يمكن ان تحد من حالات التباعد الاجتماعي، وتقريب وجهات النظر وتحفيز التفاعل الإنساني الحقيقي بين الفئات في المجتمع، مذكرا بالساحة لفنية المغربية وما تشهدها من نهضة ودعم وتشجيع.

كان هذا في الملتقى الدولي لفنانين القصبة بنسخته 11، اذ انطلقت فعاليات الملتقى بمدينة خريبكة، الذي تنظمه كل من المركز المغرب للتقييم والبحث التربوي بشراكة مع مركز التوجيه والتخطيط التربوي، وكل من جمعية فناني القصبة وجمعية نور الإشراق، باستضافة المكتب الشريف للفوسفاط، في أجواء طبعتها روح التعدد الثقافي والإبداع العالمي. وتتميز هذه الدورة بتكريم خاص لدولة إسبانيا، التي حلت ضيفة شرف لهذا العام.

وإلى جانب المعارض الفنية، يتضمن برنامج الملتقى ورشات فنية مفتوحة ولقاءات حوارية بين الفنانين، وزيارات ميدانية لمؤسسات تساهم في تنمية الثقافة والعلوم في المدينة، إضافة إلى لحظات احتفاء بالتجارب المتميزة، في أفق بناء جسر دائم من التفاعل الإنساني عبر الفن.

في أجواء فنية رائعة، انطلق الملتقى في 14 أبريل بالخزانة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، على مدى أسبوع،  تخلل اللقاء ندوة علمية، وورش فنية، ولقاءات وحوارات، لقاء حول جدران المدينة الى بوابة للجمال، لمدة أسبوع من الابداع والالهام والحوارات الثقافية ومن اهم أهدافه تحسين وتشجيع الدراسات البحثية في مجال الثقافة والفنون عامة والفنون التشكيلية خاصة.

اختتمت أيام الملتقى بإقامة معرض فني جماعي، والذي نسج روائع الفن بخيوط التأخي والالهام، تاركا بصمة جميلة في المدينة اذ شهد هذا الحدث الثقافي والفني البارز حضور أكثر من 80 فنانًا تشكيليا ونحاتا من 10 دول، ويجسد روح الحوار والانفتاح على تجارب فنية عالمية.

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد