د زهور كرام تحذر من التحولات الجذرية التي يشهدها العالم الرقمي

الرباط :زينب الدليمي

 حذرت زهور كرام، المتخصصة في تحليل الخطاب الرقمي، من التحولات الجذرية التي يشهدها العالم الرقمي، والتي تتطلب مراجعة شاملة للمفاهيم التقليدية .

 وأوضحت الخبيرة في ندوة علمية بمؤسسة الفقيه التطواني حول ظاهرة “المعارضة الشعبية الرقمية ” ، أن دلالة مفهوم المعارضة الرقمية ليس هو نفس الدلالة الموجودة ، في المعارضة لدى الأحزاب والسياسات التي أصبحت اليوم مؤسسات تقليدية ، مشيرة إلى ضرورة فهم هذا المفهوم الجديد في سياق البيئة الرقمية الحالية .

 وأكدت زهور كرام ، ان الطبقة الجديدة التي تظهر من خلال الأفراد والمجموعات التي تنتج وتبيع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي ، تمتلك أدوات الإنتاج من قبيل “الهواتف الذكية والإنترنت” ، ولكنهم يخضعون لمنطق الخوارزميات التي تتحكم فيها شركات التكنولوجيا العملاقة في تصريف هذا المنتوج محذرة ، من خطر “التفردية التكنولوجية ” التي تؤدي إلى نمو وتطور الذكاء الاصطناعي والذي سوف يتجاوز القدرات البشرية .

 وأوضحت الخبيرة ، أن مفهوم التفردية تمت مناقشته منذ الخمسينيات والستينيات ، وأخطر مرحلة من مراحل البشرية قد تكون عام 2045، حيث ستشهد تحقيق التفردية التكنولوجية التي ستتجاوز البشرية ، متوقعة تحول المعارضة الرقمية إلى المعارضة الذكية  إذ قد يبتكر الذكاء الاصطناعي أشكالا جديدة من المعارضة .

 وأكدت المصدر ذاته ، على سرعة تحول المفاهيم وأن الفكر الإنساني يواجه تحديات كبيرة ، في مواكبة هذه التحولات السريعة خاصة في ظل تطور الذكاء الاصطناعي والروبوتات ، مشيرة إلى أن الجامعة المغربية لا تواكب هذا التحول .

 وفي نفس السياق انكب المتدخلون في الندوة إلى تحليل مختلف جوانب المعارضة الشعبية الرقمية ، مبرزين دور الفاعلين الأساسيين في هذا الفضاء الجديد ، سواء كانوا أفرادا أو مجموعات وكيفية استغلالهم للأدوات الرقمية للتعبير عن آرائهم ومواقفهم ، وممارسة شكل من أشكال الرقابة والمحاسبة .

 كما تطرق المشاركون في الندوة إلى مختلف المسارات التي ستتخذها هذه المعارضة ، بدءا من التعبئة الرقمية البسيطة وصولا إلى تنظيم حركات احتجاجية ، واسعة النطاق على الأرض مستفيدة من قوة التواصل والتأثير التي ستوفرها المنصات الرقمية ، والمآلات المحتملة للمعارضة الرقمية، وتأثيرها على المشهد السياسي والاجتماعي، والتحديات التي ستطرحها على الأنظمة السياسية والمؤسسات القائمة وكذا الفرص التي ستتيحها لتعزيز المشاركة المواطنة وتطوير آليات الديمقراطية .

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد