الدكتور محمد محاسن
هنيئا للمغرب الحبيب بذكرى إعلان “استرجاع السيادة” ليس الاستقلال لأن المغرب لم يكن محتلا كما باقي الدول التي كانت محتلة من قبل قوى عالمية حتى يستقل، بل كان في وضعية حماية؛ و شتان بين المصطلحين أو المفهومين.
من أجل ذلك ما فتئ المغرب يطالب باستكمال واسترجاع سيادته على كامل أراضيه. فبداية استعادة السيادة كانت مع عودة المغفور له الملك محمد الخامس إلى أرض الوطن واستمرت مع ابنه المغفور له الملك الحسن الثاني باسترجاع أجزاء من بينها الأراضي الصحراوية المغربية على المحيط الأطلسي، ثم مع جلالة الملك محمد السادس بارك الله في عمره، بسعيه الحثيث بفضل سياسته الحكيمة الى تأكيد مغربية الصحراء وحسم الملف نهائيا وسد الطريق على كل من يستهدف وحدة البلد ويسعى لإضعافه عبر تقسيمه من خلال صنع كيان وهمي من المرتزقة، يستعمله كأداة لبلوغ أهدافه.
وتبقى مسيرة استكمال السيادة مستمرة من أجل استرجاع الصحراء الشرقية من تندوف إلى تلمسان التي اقتطعتها فرنسا وألحقتها بالجارة المستعمَرة؛ ثم مدينتي سبتة و مليلية والجزر … هكذا ينبغي أن نفهم مقولة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه من كوننا “نخرج من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”.
الجهاد الأكبر طريقه طويل يتطلب الحنكة والصبر والصمود وعلو الروح الوطنية والتفاني في حب الوطن وخدمته والإخلاص لملكه لأن تلك الأقاليم المسلوبة تدين للمغرب ببيعتها لملكه، والتضحية بالغالي والنفيس من أجل حريته وسيادته ونبذ الفرقة وتجنب الفتن ومحاربة الفساد وصيانة الحقوق وتغليب المصلحة العامة على الخاصة والضرب على أيدى المصابين والوصوليين والانتهازيين ممن عجت بهم الساحة وتناسلوا في رحم أجهزة ومواقع عدة … إنه الجهاد الأكبر الذي نحن بصدد الكفاح في إطاره ونسأل الله العون والسداد فالحق يعلو ولا يُعلى عليه.