التميز المغربي في مجال الفيزياء الفلكية يتألق في الجمعية العامة للاتحاد الفلكي الدولي: شراكة جامعية ودولية ناجحة

 

محمد الدريهم

شارك المغرب مؤخرًا في الجمعية العامة للاتحاد الفلكي الدولي (IAU-GA2024)، التي عقدت في كيب تاون بجنوب إفريقيا في الفترة ما بين 06 إلى 15 غشت 2024, وقد تجلت هذه المشاركة المغربية في تسجيل 24 مشاركًا، من بينهم 15 مشاركًا حضروا اللقاء، و30 عرضا علميًا، وقد لعب المغرب دورًا رياديًا، أولاً من خلال تمثيله في اللجنة المنظمة، وأيضًا بصفته قائدًا للعديد من الفعاليات العلمية التي جرت خلال هذه الجمعية.

وبحسب بن خلدون زهير، الذي تحدث نيابة عن المشاركين في الجمعية العامة الثانية والثلاثين للاتحاد الفلكي الدولي، كان ممثلو المغرب المنظم الرئيسي للندوة التي حملت عنوان “علوم الكواكب والكواكب الخارجية في عصر تلسكوب جيمس ويب الفضائي“ (IAUS393). وبالإضافة إلى ذلك، شارك باحثون مغاربة في رئاسة اجتماعين مركزيين، هما الاجتماع المركّز 1 حول: (”تسخير التلسكوبات البصرية الأرضية: فرصة لعلم الفلك الناشئ في أفريقيا“) والاجتماع المركّز 10 حول: (”القدرة التعليمية لمرافق الرصد عن بُعد للجامعات والمدارس الثانوية“)، وساهمت بنشاط في عمل العديد من الشُّعب، بما في ذلك الشعبة واو (النظم الكوكبية والبيولوجيا الفلكية) والشعبة جيم (التعليم والتوعية والتراث)، وكذلك مركز الاتحاد الفلكي الدولي (مركز حماية السماء المظلمة والهادئة من تداخل السواتل). كما شاركت في مجموعات عمل” المرأة في علم الفلك“ و”علماء الفلك الشباب“، وكذلك في مختلف أنشطة التوعية العامة. وأخيراً، اتخذ المغرب خطوة مهمة بالانتقال من صفة مراقب إلى صفة عضو كامل العضوية (الفئة الأولى) في الاتحاد الفلكي الدولي.

وبحسب بنخلدون زهير، فإن المشاركين المغاربة ينتمون إلى جامعة القاضي عياض (19)، وجامعة الأخوين (1)، وجامعة سلطان مولاي سليمان (2)، وجامعة محمد السادس متعددة التقنيات (1)، ومعهد الفيزياء الفلكية الفضائية في فرنسا (1).

للتذكير, لقد نجح المغرب في تنظيم المؤتمر السنوي للجمعية الفلكية الإفريقية في مراكش في أبريل 2024، كما تستعد جامعة القاضي عياض لتنظيم حدث كبير، لأول مرة في إفريقيا، وهو النسخة الخامسة من المؤتمر الدولي حول موضوع الفيزياء النجمية: ”RR Lyrae et Cepheid 2024“، الذي سيعقد في الفترة من 23 إلى 30 نوفمبر 2024.

و قد أكد بن خلدون زهير، بأن هذا اللقاء العلمي الذي سيعقد في مراكش سيستضيف آدم ريس الحائز على جائزة نوبل لعام 2011، والذي سيلقي محاضرة حول البيانات المستقاة من تلسكوب جيمس ويب (JWST).

بعد أن شكر جميع المتعاونين المغاربة والدوليين الذين يعملون بشغف كبير في مجال علم الفلك، و على وجه الخصوص رئاسة جامعة القاضي عياض ومختلف أقسامها الإدارية، وكلية العلوم السملالية وكلية العلوم والتقنيات بمراكش، الذين رافقوا ودعموا هذه المغامرة الرائعة;   أكد بن خلدون زهير أن هذا الحدث التاريخي، وهو أول جمعية عامة للاتحاد الدولي الفلكي تعقد على أرض إفريقيا، شكل أيضا مرحلة جديدة في اعتماد صيغة الوصول المفتوح الذي يتيح الاطلاع على المساهمات العلمية مجانا للجمهور في جميع أنحاء العالم، مما يتيح فرصة فريدة من نوعها لعشاق العلوم والعائلات والمجتمع الدولي.

وأخيراً، تجدر الإشارة إلى أن الجمعية العامة للاتحاد الفلكي الدولي تمحورت حول ثلاثة جوانب أساسية بما في ذلك إمكانية الوصول، بالإضافة إلى الوصول المفتوح، حيث تم تنظيمها في شكل هجين أتاح المشاركة الشاملة، مما أتاح للعلماء والطلاب غير القادرين على السفر فرصة المشاركة الكاملة في التقدم في مجال البحوث الفلكية، كما تم تهيئة بيئة أسرية للوفود التي حضرت في الموقع. ومن حيث التأثير؛ هدفت هذه الفعالية إلى تعزيز الأثر العلمي وخلق تعاون دائم من خلال مبادرات جديدة للتواصل، وعلى المستوى المجتمعي سلطت الضوء على الشركات المحلية والفنانين المحليين، مما أثرى المجتمع وأتاح للوفود المشاركة تجربة الثقافة الأفريقية. كما ساهم المشاركون أيضاً في جهود تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خلال مبادرات التوعية المختلفة. وأخيرًا، الاستدامة البيئية، حيث تميزت الجمعية بالتزام قوي بالحد من البصمة البيئية، لا سيما من خلال الحد من هدر الطعام والمشاركة في المناقشات حول بناء مجتمعات قادرة على التكيف مع المناخ.

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد