الرباط :زينب الدليمي
كشفت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ، أنها تتابع عن كثب الوضع الوبائي لمرض جذري القردة “إم-بوكس” المنتشر حاليا بشكل كبير ومتسارع بعدد من الدول الأفريقية، وذلك في إطار منظومة الرصد الوبائي الدولي .
وأعلنت الوزارة في بلاغ لها أنها قامت بتحيين المخطط الوطني للرصد والاستجابة لهذا الوباء، تبعا لتطور الوضع الوبائي الدولي وكذلك تطور المستوى المعرفي حول هذا المرض وأيضا توصيات منظمة الصحة العالمية مشيرة إلى أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية وبموجب أحكام اللوائح الصحية الدولية ، قد أعلن اول أمس الأربعاء أن مرض “إم-بوكس” أضحى يشكل طارئا صحيا عاما يثير قلقا دوليا وأن الانتشار السريع لهذا الوباء منذ العام الماضي، ومؤشر الفتك المرتفع المسجل بإحدى الدول الأفريقية يستلزم جهدا وتعاونا عالميا للحد من انتشاره .
وأضافت الوزارة أن هذا الإعلان بشأن جدري القردة يعد الثاني من نوعه في غضون عامين حيث كان قد سبق لمنظمة الصحة العالمية أن صنفت هذا المرض كطارئ صحي عام ، يثير قلقا دوليا خلال الفترة الممتدة بين يوليوز 2022 وماي 2023 مع الاستمرار في الإبلاغ عن الحالات في جميع أنحاء العالم إلى يومنا هذا .
وطمأنت وزارة الصحة عموم المواطنات والمواطنين بخصوص مستوى اليقظة والاستعداد ببلادنا واستمرارها في التواصل والإخبار بكل مستجد في المغرب مشيرة إلى انه تم وضع وتفعيل مخطط وطني استباقي منذ يونيو 2022 وقد مكن هذا المخطط من رصد 5 حالات ، إلى غاية شهر مارس من هذا العام جلها كانت واردة ، ولم ينتج عنها حالات عدوى لدى المخالطين كما تميزت بكونها هينة من الناحية الطبية وتعافت تماما دون أية مضاعفات .
وفي هذا الصدد، أشار الطيب حمضي الباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح توصلت به “رسالة الأمة ” أن إعلان جدري القردة حالة طارئة عالمية ، يعني أن جميع الدول الإفريقية وفي العالم أصبحت مهددة ، وهو ما يحتم عليها القيام بإجراءات احترازية وعدم الانتظار ، حتى وصول الفيروس إليها متابعا ، أن المغرب معرض كذلك لوصول الفيروس بحكم رحلات الطيران والمبادلات المستمرة ، مع الدول الإفريقية .
وأكد حمضي أن الفيروس يمكنه الوصول إلى هنا كونه ينتشر بسرعة، وبطرق سهلة مختلفة عن التي عرفها العالم في عام 2022 وقبله منبها ، إلى وجود سلالة جديدة يمكنها إحداث طفرات بشكل أسرع من السلالات السابقة وأكثر انتشارا .
ولفت الطيب حمضي إلى أن معدل الوفيات بسبب جدري القردة اليوم رقم كبير، حيث أنه تم تسجيل وفاة 3 بالمائة من الإصابات بجدري القردة 5 بالمائة بين البالغين، و10 بالمائة لدى الأطفال .
وأكد الباحث في السياسات والنظم الصحية أنه لا بد من تحرك وطني يبدأ بتحسيس المواطنين ومهنيي الصحة، ومباشرة اليقظة الصحية مع إجراءات مراقبة الحدود ، في مرحلة من المراحل داعيا الحكومة إلى المساهمة في جهود ، محاصرة المرض داخل المناطق في الدول الإفريقية ، لأن المغرب معني بهذا مثل جميع الدول .
ونبه المصدر ذاته إلى أنه لا بد من تظافر الجهود عالميا لتوفير اللقاحات الأدوية ووسائل التشخيص اللازمة داعيا لتوفير إمكانيات للدول الأفريقية حتى تتمكن من إجراء الكشف المبكر والتشخيص والعلاج والحجر الصحي والتلقيح على الأقل بما هو متوفر .
وأشار حمضي إلى أن اللقاحات التي كانت متوفرة في أوروبا وأمريكا ساعدت في الحد من تفشي جدري القردة عام 2022 ويجب أن تستعملها إفريقيا أيضا .
وللإشارة فإن إفريقيا أحصت نحو 38465 حالة إصابة بجدري القردة و1456 حالة وفاة بسبب هذا الوباء منذ يناير 2022، من بينها 887 حالة إصابة و5 وفيات سجلت خلال الأسبوع الماضي