في الذكرى العشرينية لوفاة مناضل التاريخ بكلية الآداب بالجديدة الدكتور الحسين بولقطيب”. 

ريتاج بريس: عبد الغني لزرك، البئر الجديد.

احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة أمس الخميس 14مارس2024 بقاعة عبد الكبير الخطيبي، يوما دراسيا إحياء لذكرى وفاة فقيد شعبة التاريخ بكلية الآداب بالجديدة الاستاذ الحسين بولقطيب، وقد بدأ اللقاء الذي افتتحه الأستاذ محمد لعميم بكلمته التي سلط فيها الضوء على البدايات الأولى لإنشاء شعبة التاريخ بالكلية في منتصف الثمانينات من القرن العشرين والصعوبات التي تكبدها مجموعة من الأساتذة الذين التحقوا بكلية في موسمها الأول سنة 1985، بالإضافة إلى كلمة في حق الراحل بولقطيب ، تلتها مداخلات الأساتذة، منها مداخلة الأستاذة ماجدة بنحيون حول قيمة المناسبة وثقافة الاعتراف لشخص أسدى خدمات جليلة وتفاني في خدمة الدرس الجامعي، والذي ترك فراغا كبيرا بين زملائه وطلبته ومحبيه، ثم مداخلة الأستاذ لحسن لحميدي الذي قدم الكتاب الذي أنجز إهداء لروح الفقيد.

وفي الجلسة الثانية التي سير أطوارها الأستاذ علي هدهودي، كانت مداخلة  الأستاذ حسن طويل في مضامين  أعمال  الأساتذة المشاركين في هذا الاستكتاب، ثم مداخلة الأستاذ نورالدين امعيط حول خصائص طبيعة الكتابة التاريخية لدى الراحل وما اتصف به في النبش في مواضيع قل من كان يبحث فيها، ومداخلة الأستاذ عبدالرزاق السعيدي حول العلاقات بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء. ومداخلة الأستاذ حسن امحرزي حول الطاعون الكبير في زمن السلطان المولى سليمان وتأثيره على فئة العلماء والخطاطين، ثم مداخلة الأستادة ماجدة بنحيون حول الجوائح والأوبئة منذ العصر القديم إلى القرنين 18 و19م.

وفي الجلسة الثالثة والأخيرة التي سير فتراتها الأستاذ عبد المجيد بهيني، كانت أولى الشهادات المؤثرة من طرف الأستاذ أحمد المكاوي صديق وزميل الراحل الحسين بولقطيب، وأثنى على خصال الراحل الإنسانية والعلمية، سواء مكانته وسط زملائه بالشعبة أو مكانته لدى طلبته، وماتركه الراحل من مقالات علمية رصينة أغنت خزانة البحث التاريخي خاصة في الفترة الوسيطة، إلى جانب صدور كتابين له بعد وفاته بسنين قليلة، إلى جانب  نشاط الراحل الحزبي في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أو في نقابة التعليم العالي…

وقد أثار الأستاذ المكاوي نقطة مهمة ومن خاصيات الراحل، والمتعلقة بتأثير التوجه الإديولوجي والطابع

اليساري في كتابات الراحل التاريخية، وقد استطاع تطويع اللغة في ذلك الشأن. وهذا ما أثارته لجنة المناقشة العلمية المكونة من : د. محمد ضريف، ود. إبراهيم القادري بوتشيش، ود. محمد المهناوي، ود. أحمد المكاوي. أثناء مناقشته أطروحة دكتوراه الدولة في التاريخ لكن ذلك لم تمنع من شهرة الراحل وتميزه في الحقل التاريخي، وقد عرف عن الراحل طابع الجدية والالتزام والحدة،لكن في المقابل كان رجل نكثة ومرح، وعطوفا على طلبته الذين يأتون من مناطق دكالة وخريبكة وأبي جعد وواد زم وبني ملال والكارة وبن احمد وبرشيد وسطات…وشهادة مؤثرة أخرى أدلت بها الأستاذة ماجدة بنحيون حول  خصال الراحل الذي عرف عنه أنه رجل مواقف ويد عون ممدودة للآخر، ومرافقته أثناء محنة المرض إلى جانب أساتذة شعبة التاريخ يتقدمهم الأستاذ العميد الراحل  محمد المهناوي، بالإضافة لهذه الشهادات، هناك شهادة أخرى أدلى بها الأستاذ عزالدين جسوس وعلاقته بالراحل سواء الإنسانية أو العلمية. واختتم اللقاء في جو إنساني طبعه  تجديد الوصال واسترجاع  ذكريات الماضي الجامعي في شعبة التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة.

 

 

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد