واشنطن ـ اعتبر الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” الأربعاء، أن العدول عن إبرام الاتفاقية النووية مع إيران، سيقوض “المصداقية والريادة الدبلوماسية التي تتمتع بها بلاده”، وسيمنح إيران فرصة لمواصلة “نشاطها النووي دون قيود”.
جاء ذلك في كلمة في الجامعة الأمريكية بواشنطن، وأضاف إن بلاده تشهد نقاشات “حامية الوطيس” فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، وأن الكونغرس “إما سيقوم بدعم هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي، أو سيرفضه، وبالتالي سيخالف الغالبية العظمى من دول العالم”.
وقال الرئيس الأمريكي أن “كل دولة في العالم أعلنت على الملأ، دعمها (للاتفاقية) ما عدا الحكومة الاسرائيلية”.
وسخر أوباما من جماعات الضغط التي تدعو إلى رفض الاتفاقية قائلاً: “إنهم أصبحوا علماء ذرة في ليلة وضحاها”.
وأشار أوباما في كلمته، إلى أن رفض الكونغرس لهذه الاتفاقية “سيؤدي إلى حصول إيران على اتفاقية أفضل”.
وتخوض الإدارة الأمريكية، حملة شرسة ضد الجمهوريين الذين يسيطرون على أكثرية المقاعد في الكونغرس، لتمرير الاتفاقية النووية مع إيران، والتي يتوجب على الكونغرس الأمريكي إقرارها، بعد فترة مراجعه قدرها ستين يوماً، انقضى منها 16 يوماً.
وينفق الجمهوريون الذين يعتبرون الاتفاق مع إيران “صفقة سيئة”، ملايين الدولارات من اجل استقطاب الرأي العام الأمريكي تجاه رفض الاتفاقية النووية مع إيران، بعد أن تمكنوا من كسب دعم لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، المعروفة بـ “أيباك”.
ويعارض رئيس الوزراء الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، الاتفاق النووي مع إيران، حيث دعا اليهود الأمريكيين أمس الثلاثاء، إلى رفض الاتفاقية النووية، في الوقت الذي رأى أوباما الاتفاقية في خطاب اليوم، بأنها ستكون “لصالح أمريكا وإسرائيل”.
ويحتاج الكونغرس إلى نسبة تزيد على ثلثي الأصوات، في كل من غرفتيه، ليحصل على نسبة كافية، تمنع أوباما من استخدام حق النقض.
وبعد مفاوضات دامت سنتين، استطاعت مجموعة من الدول الكبرى المتمثلة بمجموعة 5+1، التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وبرغم تأييد هذه الدول للاتفاق، يعارضه الجمهوريون في الكونغرس الأمريكي، ويعتبرونه خطراً على الأمن الوطني الأمريكي، وأنه يمثل طريقاً لحصول إيران على سلاح نووي.