بقلم الأديبة المغربية ربيعة الكوطيط
شيء ما في صدري يضغط كالحجر ..
شيء ما يسلبني سعادتي.. هل هو تسرب اللحظة أم تلك الروح التي وقعت أسيرة الشروق..؟
هنا.. كل الاماكن تغتسل بالجمال.. ها هي الجبال بهيبتها وانحنائها على المدينة تمنحها الوئام وتبعد عنها البلاء وتتأكد أن بياضها لا تشوبه أي شائبة تعطي للصمت عمقه.. تقف الأشجار إجلالا ترتل صلوات العشق.. وهذا البحر السوار يمتد كأنه الخلود.. وصوت “أم كلثوم” يصدح.. يوقظ بقايا شجني “..عودت عيني على رؤياك”.. أردد عودت روحي على المناجاة ..
شيء ما في صدري يضغط كالحجر ..
هل هو تسرب اللحظات كما الماء بين الأصابع.. أم الامتلاء بروعة المكان.. أم هؤلاء البسطاء المتناغمين مع وجودهم.. يحيون كما اتفق ..
شيء ما في صدري يحدثني.. يؤلمني.. لم فقط الآن ؟
يتقاسمني قطبان.. في مشرق الأرض ومغربها..
قطب المشرق في أفوله يفجر المساحات.. يبعثر جمرها.. ألاحق بقايا من شعاعة.. أتساقط.. تتورم بقاياي..
..أقاوم سقوطي لأنهض وأسقط من جديد.
ها هو المساء.. والليل يرخي سدوله.. خلفي أضواء مدينة “مرتيل” تحتفل بالصيف.. يفوح منها دلال الأنوثة.. خلفي الحياة بكل تناقضها.. وأمامي بحر يسبح في ملكوت الله.. صوت المويجات يخرق صمتي.. “اتشرااخ” كم أود أن لو سحبتني إليها.. لو دخلت في لعبتها..
وبعض العاشقين يمر على الشاطئ آثروا صمت الليل ليتفجر عشقهم.. كم هي جميلة لحظاتهم هذه ..
شيء ما في صدري يتورم.. يوقظني من تأملي ..
قطب المغرب وعدني بالشروق.. وأشرق في مساري.. وحثني على النهوض لكي لا ينسحب مني الشروق.. ولا أدري كيف أوقف تورمي.. صوتي.. كلماتي لا معنى لها ألا لون لها لا حجم لها إن أفل الشروق ..
في لحظة ما يستبد بي جمال الأماكن فيزداد الوجيب.. وتصرخ كل جزيئاتي.. أما من سبيل قبل الرحيل..؟ بعض الطيور لا تقوى على البقاء إن رحل أحدها.. بعض الطيور تنهمر دموعها شدوا يشجي الآخرين يمتعهم.. بينما هي تعلن عن موتها
شيء ما في صدري يمتصني.. في هذه الغبش