صدور كتاب حديقة الأموات: بحث في تاريخ “مقبرة الأشراف السعديين بمراكش”

تقديم الناشر عبد القادر عرابي

صدر حديثا عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش، ضمن سلسلة “مراكشيات” كتاب: حديقة الأموات: بحث في تاريخ مقبرة الأشراف السعديين بمراكش”، للأستاذ سمير أيت أومغار.

يتناول هذا الكتاب بالدراسة تاريخ مقبرة الأشراف السعديين الكائنة بحومة القصبة في مراكش، وهي واحدة من المباني السعدية القليلة التي نجت من موجات التخريب التي مسَّت عددا كبيرا من المنشآت السعدية في حي القصبة على وجه الخصوص. ومَرَدُّ ذلك إلى الطابع الديني المقدس الذي يُميز المقابر الإسلامية عن غيرها من المباني ذات الوظائف السياسية والاقتصادية.

وقد اختار الأستاذ سمير أيت أومغار تخصيصها بدراسة مُفردة نظرا لخلو المكتبة العربية منها، رغم القيمة التاريخية والمعمارية لهذا الفضاء الجنائزي. فجُل الكتابات المتوفرة عن التاريخ والعمارة المغربية زمن السعديين تناولت المقبرة باقتضاب وإيجاز كبيرين، وهو ما حال دون المقاربة النقدية لنصوص الكتابات العربية المنقوشة على شواهد القبور والنصوص التاريخية والدراسات الأوربية عن المقبرة زمن الحماية الفرنسية.

لقد سعى الباحث من خلال هذا العمل إلى التعرف على تاريخ الفضاء الجنائزي وتاريخ المباني الجنائزية التي أضيفت له في وقت لاحق. فالمقبرة غالبا ما تقدَّمُ كمجال خاص بدفن المنتسبين للأسرة الزيدانية والمقربين منها، دون التساؤل عن الأصول الوسيطية المحتملة لهذا الفضاء المجاور لجامع المنصور “الموحدي” بالقصبة، ومسألة الاستغلال العلوي لهذا الفضاء منذ سنة 1079هـ / 1668م.

كما أن مدونة الكتابات العربية المنقوشة على شواهد القبور واللوحات الرخامية التذكارية الثلاث وجدران الأبنية الجنائزية، صارت في حاجة للمراجعة والتعليق على ضوء الملاحظات الميدانية والنصوص التاريخية.

فالمزوار، علي بن منصور بن محمد بن أحمد بن العباس بن أحمد بن لزرق الزجاني، لم يفارق الحياة سنة 999هـ/ 1591م حسب النص العربي للكتابة المنقوشة على شاهد قبره الذي نشره غاستون دوفردان، ولا سنة 976هـ/ 1568م حسب نص الترجمة الفرنسية للباحث نفسه، بل توفي سنة 979هـ/ 1572م حسب النص المنقوش على شاهد قبره في المقبرة الخارجية كما عاينه الباحث في إحدى زياراته.

أما بالنسبة لتاريخ ولادة الأمير عبد الله بن إبراهيم الرشيد ابن السلطان عبد الله الغالب بالله، فقد جعله غاستون دوفردان سنة “أربعة وتسعين وسبعمائة” زمن حكم الأمير المريني أبي زيان الثاني، بدل سنة “أربعة وتسعين وتسعمائة” كما وردت في النص المنقوش على شاهد قبره.

أما بالنسبة لتاريخ المباني الجنائزية داخل المقبرة، فقد احتفظ الباحثون بالكرونولوجية التي اقترحها غاستون دوفردان سنة 1959م، دون مساءلتها أو مراجعتها، رغم ظهور نصوص جديدة، وإنجاز اختبارات للتأريخ بواسطة تقنية التألق الحراري (Thermoluminescence) على عينات من الخزف في قاعة الكوات الثلاث سنة 2008م.

 كما عثر الباحث – من جهة أخرى – في إحدى العُلب المحفوظة بمؤسسة أرشيف المغرب في العاصمة الرباط، على وثائق غير منشورة عن مقبرة الأشراف السعديين، كانت في ملكية الكولونيل هنري دوكاستر، تضمنت مجموعة من الوثائق القيمة.

 لهذه الأسباب مجتمعة، فقد بات من الضروري إنجاز دراسة تاريخية جديدة عن المقبرة على ضوء المستجدات المعرفية والمنهجية.

لقد أسفر عمل الأستاذ سمير ايت أومغار، طيلة ثلاث سنوات، عن هذا الكتاب الموزع على بابين اثنين:

– تناول في الباب الأول منهما “تاريخ عمليات الدفن في مقبرة الأشراف السعديين”، تتبع من خلاله عمليات الدفن في المقبرة من العصر الوسيط إلى القرن التاسع عشر الميلادي، ولهذا السبب قسم هذا الباب إلى خمسة فصول هي:

· الفصل الأول: حول الأصل الموحدي لمقبرة الأشراف السعديين

· الفصل الثاني: المقبرة في العهد المريني

· الفصل الثالث: المقبرة خلال مرحلة حكم أمراء هنتاتة

· الفصل الرابع: مقبرة الأشراف السعديين في العهد الزيداني/السعدي

· الفصل الخامس: مقبرة الأشراف السعديين في العهد العلوي

– أما الباب الثاني، فجاء حاملا لعنوان “الأبنية الجنائزية في مقبرة الأشراف السعديين”، وقد قارب فيه الجانب المعماري والإبيغرافي في المقبرة، وقسمه إلى خمسة فصول هي كالتالي:

· الفصل الأول: اكتشاف مقبرة الأشراف السعديين

· الفصل الثاني: تسميات المقبرة ونظامها

· الفصل الثالث: الوصف المعماري للأبنية الجنائزية

· الفصل الرابع: تاريخ الأبنية الجنائزية داخل المقبرة

· الفصل الخامس: مدونة الكتابات العربية المنقوشة في المقبرة

وتضمن الفصل الخامس الموضوعات التالية:

1-    الكتابات الشاهدية

I – الكتابات العربية المنقوشة في قبة لالة مسعودة

II – الكتابات العربية المنقوشة في قاعة الكوات الثلاث

III – الكتابات العربية المنقوشة في قاعة الإثنا عشر عمودا

IV – الكتابات العربية المنقوشة في قاعة الصلاة

V – الكتابات العربية المنقوشة في المقبرة الخارجية

2- الكتابات الجدارية/المعمارية

I – الكتابات العربية المنقوشة في قبة لالة مسعودة

II – الكتابات العربية المنقوشة في قاعة الصلاة

III – الكتابات العربية المنقوشة في قاعة الإثنا عشر عمودا

IV – الكتابات العربية المنقوشة في قاعة الكوات الثلاث

بالإضافة على ملحق غني بالوثائق والصور الفتوغرافية بالألوان، وقائمة متنوعة وثرية من المصادر والمراجع العربية والأعجمية حول مدينة مراكش خاصة، وتاريخ المغرب عامة.

الكتاب موزع من طرف شركة شوسبوريس بجميع المدن المغربية، وهو متوفر بالمكتبات والأكشاك، كما يمكن طلبه مباشرة من مكتبة مؤسسة آفاق.

– الكتاب مؤلف من 290 صفحة من القطع الكبير.

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد