تخطط الحكومة البريطانية لإجلاء 20 ألفاً من سياحها حالياً في مصر، ممن قطع الخوف بهم سبل العودة بطائرات بريطانية محجوزة أماكن رجوعهم فيها سلفا إلى بريطانيا، وأحجموا عن ركوبها بعد معلومات مصدرها استخبارات غربية متنوعة، بأن تفجيرا ربما أسقط الطائرة الروسية، طبقا لما طالعت “العربية.نت” في 3 صحف محلية، منها ما ذكر أسماء الشركات الجوية التي ألغت رحلاتها، ومنها ما أورد معلومات بشأن خطة الإجلاء.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ترأس مساء الأربعاء “اجتماعا أمنيا للجنة الأزمات والطوارئ” المعروف بمصطلح Cobra تلخيصا، وبعده صرح وزير الخارجية فيليب هاموند، بأن تحطم “الروسية” قد يكون نجم عن عبوة ناسفة على متنها ننصح الآن بعدم السفر إلا عند الضرورة عبر مطار شرم الشيخ،” مشيرا بكلامه إلى أن أي طائرة بريطانية لن تتجه إلى هناك حتى إشعار آخر.
ثم اعتذر لمن وصفهم بمحاصرين بعد حظر الطيران إلى شرم الشيخ، وقال: “علينا وضع سلامة وأمن البريطانيين فوق كل اعتبار” وبعدها كان له رد على مداخلة هاتفية لوزير الخارجية المصري سامح شكري، عبر فيها لمحطة CNN خلال زيارته لندن برفقة الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن دهشته مما قالته الحكومة البريطانية عن احتمال سقوط الطائرة بقنبلة، وقرارها بتعليق الرحلات من شرم الشيخ إلى أراضيها، وقال هاموند إن الوزير شكري “لم يطلع بعد على ما لدينا من معلومات” عن تحطمها.
رحلات بالجملة تم تعليقها
وسريعا تجاوبت شركات طيران بريطانية عدة مع الحظر، فأعلنت Thomson Airways المعروفة بالأكبر في العالم بحقل “الطيران العارض” أي تأجير الطائرات لرحلات “تشارتر” وما شابه، عن تعليق كل رحلاتها إلى المنتجع المصري مدة أسبوع، تلتها Monarch Airlines بإلغائها 3 رحلات كانت مقررة الخميس والجمعة، فيما أعلنت EasyJet الشهيرة، أنها تدرس تعليق “أكثر من 6 رحلات” مقررة اليوم الخميس إلى شرم الشيخ، ومثلها كل يوم من الأسبوع الجاري.
أما “بريتيش أيرويز” فالاحتمال كبير بإلغائها رحلة مقررة الخميس أيضا “لكن لمدة 24 ساعة فقط” على حد ما ذكرت صحيفة “التايمز” التي أضافت أن الحكومة البريطانية ألغت 3 رحلات من شرم الشيخ كانت مقررة أمس الأربعاء، واحدة لخطوط طومسون إلى مدينة مانشستر، واثنتان لشركة “إيزي جت” إلى مطار بلدة “لوتون” في مقاطعة بيدفوردشير بإنجلترا، وثالثة كان هبوطها مقررا في مطار “غاتويك” بمدينة “كرولي” في مقاطعة غرب ساسكس، بجنوب لندن.
ودافع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في لندن الأربعاء عن التدابير الأمنية المتخذة في مصر عشية لقائه برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، موضحاً في لقاء تلفزيوني مع BBC أنه أجرى قبل زيارته التي تستمر 3 أيام، اتصالا هاتفيا اتفق فيه مع كاميرون “على ضرورة عدم استباق نتائج التحقيق”، لكنهما أكدا أنه بسبب الشكوك المحيطة بأسباب الحادث “فمن الضروري ضمان أمن مطار شرم الشيخ بأقصى شكل ممكن كإجراء احتياطي” على حد ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
الإجلاء بطائرات عسكرية إلى قبرص ومنها بمدنية إلى بريطانيا
أما خبر إجلاء السياح البريطانيين، فتطرقت إليه صحيفة “الديلي تلغراف” قائلة إنه “قد يتم إجلاؤهم” فيما ذكرته صحيفة ديلي ميل” بطعم التأكيد، حين ذكرت أن طائرتين تابعتين في قاعدة Brize Norton لسلاح الجو البريطاني، من طراز C-17 Globemaster العملاقة، المخصصة أصلا لنقل فرق أو عتاد عسكري “تلقتا إشعارا للانتشار في الشرق الأوسط”، بحسب ما طالعت “العربية.نت” في موقعها الخميس عن النية باستخدامهما “لنقل السياح من شرم الشيخ إلى قبرص في رحلات مكوكية، وهناك ستكون بانتظارهم طائرات ركاب مدنية، إلا أن هذا الجسر الجوي لن يبدأ قبل نهاية الأسبوع” وفق قولها.
ذكرت أيضا أن عدداً من تقطعت بهم السبل الجوية للعودة إلى بريطانيا، هو ما ذكرته “الديلي تلغراف” في خبرها، أي 20 ألفا “ممن بدأوا يشعرون بالحيرة ويتساءلون فيما إذا كان بإمكانهم العودة قريبا”، مضيفة أن 19 رحلة جوية بين بريطانيا وشرم الشيخ، منها 14 الخميس، تم تعليقها، وأن 900 ألف بريطاني يقضون عطلاتهم في منتجعات البحر الأحمر المصرية كل عام.
وعن طائرة “سي-17 غلوبماستر” فهي من إنتاج “بوينغ” الأميركية، وسرعتها 800 كلم بالساعة، وسعرها 218 مليون دولار، وقادرة على نقل ما وزنه 76 طنا، مع أكثر من 300 راكب. أي بإمكان طائرتين منها نقل 19 ألفا بحوالي 8 أيام إلى قبرص، فيما لو قامت كل طائرة بأربع رحلات يوميا.