قصة قصيرة
بقلم : محمد أوشريف
……………………..
بجانب مؤسسة بنكية جلس متسكع بردائه الرث المتسخ المختلفة ألوانه لكثرة رقعه، مرتديا نعلين ممزقين ينظر في اللاتجاه. نهض من مكانه ونزل إلى الشارع الطويل، ظل واقفا وسطه واضعا يده اليمنى على ظفيرات شعره المشعث وماسكا بيده اليسرى لحيته المبعثرة. بقي يرقب نظرات الجالسين على كراسي المقاهي قبالته . فتعمد الركض في جميع الاتجاهات غير عاب ء بأحد. بعد لحظات توقف موجها نظره إلى أعلا، وأمسك بسرواله المربوط بسلك، فأنزله إلى كعبيه .تحرك قليلا إلى جانب الرصيف ، وجلس حانيا رأسه إلى الأرض. أخذ يتنفس ويضحك بصوت مسموع .فجأة تصاعد من تحته بخار كأنه سحابة بيضاء من شدة تفاعل حرارة ما أفرغه من الفضلات بحرارة الطقس البارد المثلج. مكت قليلا وبدأ يبحث عما يمسح به مؤخرته وهو على هيأة راكع.لم يجد شيئا ، وضع سبابته اليمنى بالقرب من أذنه كأنه يفكر في حل. ضحك بصوت عال أثار انتباه الجالسين في المقاهي بالقرب منه، ثم أمسك بقبعته من فوق رأسه وشرع يمسح بها كوزه، وأرجعها إلى مكانها بعد أن نظر إليها قليلا .نهض مسرعا وأرجع سرواله إلى مستوى حزامه سرواله كعادته بالسلك. نظر إلى جميع الإتجاهات ، ثم هرول بخطى طويلة متخفيا على الأنظار كأن أحدا يلاحقه ، تاركا وراءه مجموعة من الأسئلة المحرجة والتي أمسى الجالسون في المقاهي يتداولونها فيما بينهم لعلهم يجدون لها