وأزلنا الخط اللعين…..

بقلم صفاء ايت حسى

في خضم تحولات كبرى يعرفها ملف الصحراء المغربية، أبرزها مصادقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة 31 أكتوبر على قرار 2797 ،  المتعلق بتأسيس قاعدة الحل الممكن على أساس مقترح الحكم الذاتي المغربي ، والذي أعتبر حسب خطاب الملك محمد السادس ،” اليوم ندخل و الحمد لله، مرحلة الحسم على المستوى الأممي، حيث حدد قرار مجلس الأمن المبادئ و المرتكزات ، الكفيلة بإيجاد حل سياسي نهائي لهذا النزاع،في إطار حقوق المغرب المشروعة.”

وعليه يمكن القول أن المناخ الدولي إنضم لصف الرؤية الواقعية و الممكنة التنزيل ، وذلك نتيجة للدينامية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس  في ملف الصحراء المغربية، و التطور الذي عرفه المغرب في مجالات حيوية، كالبنى التحتية و الأوراش الإجتماعية والثقافية، و الوعي الجمعي للمغاربة و تشبثتهم بثوابتهم.

ومن دواعي البهجة و الحبور كذلك ، إعتماد موقع كوكل للخريطة المغربية مكتملة، دون الخط المتقطع الذي كان يفصل المغرب عن أقاليمه الجنوبية، و بالمناسبة و المناسبة شرط، فقد تساءل يوما من الأيام أحد الوجوه البارزة من الصحراء المغربية وهو الكاتب البشير الدخيل في إحدى الندوات سنة 2014 ، حول القضية الوطنية بمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد : (كيف يمكن لنا إزالة ذلك الخط اللعين ؟)، وكان جواب في  الميدان بالجدية و العزم و الرؤية الملكية المتبصرة، وتعاون الدول و المنظمات صديقة المغرب ، للدفاع عن قضيته المشروعة و الشرعية.

بيد أن التقدم الكبير المسجل على مستوى القرار الأممي، له ما بعده من آثار ملموسة وواقعية، حيث أن  إزالة الحاجز أو الخط الفاصل الوهمي، يجب أن يستحضر روح الخطاب الملكي السامي  ” في هذا السياق ،نوجه نداءا صادقا ، لإخواننا في مخيمات تندوف ،لإغتنام هذه الفرصة التاريخية، لجمع الشمل مع أهلهم ،وما يتيحه الحكم الذاتي، للمساهمة في تدبير شؤونهم المحلية،و في تنميةوطنهم، وبناء مستقبلهم،في إطار المغرب الموحد.

وبصفتي ملك البلاد ،الضامن لحقوق و حريات المواطنين،أؤكد أن جميع المغاربة سواسية، لا فرق بين العائدين من مخيمات تندوف،و بين إخوانهم داخل أرض الوطن”، وهنا يكمن التحدي الأكبر من حيث تهيئ الأرضية المناسبة لاستقبال هذه الفئة من المغاربة الذين لا محالة سيلتحقون بقاطرة الوطن ،على أساس قيم المواطنة البناءة و المساواة وعدم التمييز و نبذ خطاب الكراهية و عدم تغذية الصراعات، خصوصا إن كان وقودها الإنسان، فلا تؤدى فاتورتها ولا تقتسم….

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد