ريتاج بريس :إعداد و ترجمة: بديعة خداد
تعتبر الإنسانيات البيئية مجالا حديثا متعدد التخصصات من بينها الأدب البيئي، النسوية البيئية، العدالة البيئية و غيرها من التخصصات المهتمة بدراسة العلاقة بين الإنسان و الطبيعة و البيئة، و من بين أهدافها الرئيسية التقريب بين الإنسانيات و العلوم. و قد ظهرت كمدرسة نقدية في العقد الأول من هذا القرن يعد تطور الإرهاصات الأولى لحركة النقد البيئي في العقدين الأخيرين من القرن الماضي على يد مفكرين و نقاد في العالم الغربي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية. و تعتبر جامعة محمد الأول بمدينة وجدة من أوائل الجامعات المغربية التي أسست بها نواة لهذا التيار الأدبي النقدي عبر ماستر الدراسات الخضراء باللغة الإنجليزية، الذي كان له الدور البارز في تكوين باحثين و باحثات في هذا المجال، الذي نظمت بخصوصه عدة لقاءات و أيام دراسية أحدثها مائدة مستديرة في موضوع: “الدفاع عن البيئة: تفسيرات وتأملات” من تنظيم وحدة الدراسات الثقافية بمركز الدراسات و البحوث الإنسانية و الاجتماعية بوجدة مساء يوم السبت 20 أبريل الماضي.
قام بتأطير هذا اللقاء الثقافي الأستاذ بشعبة الدراسات الانجليزية بجامعة محمد الأول بوجدة د. محمد الكوش، و الأستاذة بنفس الشعبة دة. بشرى بلقايد التي قدمت العرض الرئيسي في موضوع “النسوية البيئية والخطاب البيئي”، معتبرة هذا التوجه النقدي مجالا يركز على العلاقة بين النوع الاجتماعي والبيئة و كيفية تحديدها. و عبر ارتكازها على تساؤلات بحثية من قبيل: كيف تضع النسوية البيئية المرأة في مقدمة الخطاب البيئي؟ كيف تدمج النسوية البيئية قضايا المرأة والاهتمامات البيئية كقضايا تغير المناخ؟ كيف ترى النسوية البيئية التقاطع بين المرأة والطبيعة؟ هل الخطاب البيئي يرتكز على النوع الاجتماعي بشكل كبير؟ ناقشت الدكتورة بلقايد العلاقة بين النوع الاجتماعي و البيئة، و دور النوع الاجتماعي في تشكيل التجارب البشرية في البيئات و كيفية تفسير البيئات ومعالجتها من خلال منظور النسوية البيئية. و قد تميزت فعاليات هذه المائدة المستديرة، التي شارك فيها باحثون و باحثات في مجال الإنسانيات البيئية، بمناقشة قضايا البيئة عبر ثلاثة محاور: النسوية البيئية ووجهات النظر في الخطاب البيئي، الديناميات الاجتماعية والسياسية والوعي البيئي، الآثار التاريخية والاستعمارية على الممارسات البيئية.
. النسوية البيئية ووجهات النظر في الخطاب البيئي1
بالنسبة لهذا للمحور، الذي خصص لتيار النسوية البيئية، فقد ألقيت خلاله خمس مداخلات: “النسوية البيئية: مقدمة عامة” للياحثتين كوثر عجوب وفاطمة الزهراء بوطاهر تطرقتا فيه الى تيار النسوية البيئية كحركة أدبية نقدية حديثة و الى جذورها التاريخية. و كما ورد في هذه المداخلة، فقد ظهر هذا التيار الأدبي النقدي في العقود القليلة الماضية للتحذير من مخاطر مختلف أشكال الانحطاط والقمع، بما في ذلك تلك التي تتعرض لها الطبيعة والمرأة على حد سواء. و قد استلهمت نظرية النسوية البيئية في الأساس من اهتمام علماء البيئة، والنقاد البيئيين، والمدافعين عن البيئة، والعديد من ممارسي الحركات الأدبية الناشئة في جميع أنحاء العالم بالتدهور البيئي للكوكب ومستقبل البشرية. و حسب تعريف للفيلسوفة الأمريكية “كارين وارن”، فان النسوية البيئية هي “نقد هجين، مزيج من النقد البيئي والنقد الأدبي النسوي” الذي يربط بشكل متبادل بين مصير كل من المرأة والطبيعة. من هذا المنطلق و كما ورد في هذه المداخلة، فان النسوية البيئية ليست مجرد نقاش من أجل تحرر المرأة، بل هي عبارة عن نضال مستمر للحفاظ على العالم الطبيعي.
و تحت عنوان “الحجب الخضراء والرمادية: التقاطعية، والنزعة العسكرية، والنضالات البيئة النسائية في منطقة الساحل”، قدمت الباحثة البيئية هاجر طه عرضا تحدثت فيه عن مختلف أنواع الاضطهاد الذي تتعرض له نساء الساحل، اللواتي يتنقلن في المناطق القاحلة الشاسعة و تضاريس شوهها التدهور البيئي و النزعة العسكرية. فمن منظور النسوية البيئية و التقاطعية، ناقشت الباحثة حجم تأثير القوى المزدوجة للتدمير البيئي والنزعة العسكرية على النساء بشكل غير متناسب، و تحفيزهن أيضًا كعوامل تغيير داخل مجتمعاتهن المحلية. وفي المناطق التي يستفحل فيها التصحر وتستمر الصراعات العسكرية، تبرز نساء الساحل كحارسات حيويات للتنوع البيولوجي والمياه والتربة، وتأكيد حقوقهن ومعارفهن وسط الهياكل الأبوية والعسكرية. و كما أيانت الباحثة البيئية في مداخلتها، فإن نساء الساحل يواجهن تحديات متقاطعة بما فيها الولوج الى الموارد الطبيعية، الصحة، و الأمن، و إصرارهن في نفس الوقت على مقاومة الاضطهاد البيئي و العسكري.
و دائما في مجال حركة النسوية البيئية، شاركت الباحثة خديجة متقي بعرض في موضوع: “أخلاقيات الرعاية النسوية البيئية: إعادة صياغة العلاقات بين الإنسان والطبيعة من أجل مرونة المناخ والتكيف معه”، تطرقت فيه الى ما اعتيرته طريقة جديدة للتعامل مع تحديات تغير المناخ، بما في ذلك الأخلاقيات النسوية البيئية، للاهتمام بخطط التكيف والتحمل، و كيف يمكن للممارسات القائمة على الرعاية أن تعزز علاقات أكثر إنصافًا واستدامة بين الإنسان والطبيعة. و يصفة عامة، فإن هذه المداخلة هي بمثابة دعوة إلى اعتماد مقاربة أكثر تعاطفاً وشمولاً من خلال دمج مبادئ الرعاية في عملية صنع القرار البيئي ووضع السياسات لمكافحة تغير المناخ.
و تحت عنوان: “استكشاف التفاعل بين النظام الأبوي والقوالب النمطية الجنسانية: تأثير الحتمية البيولوجية والأساسية النفسية”، شارك الباحث عبد الحميد الرباوي بمداخلة تحدث فيها عن مفهوم النظام الأبوي كنظام اجتماعي يكرس عدم المساواة بين الجنسين ويفرض الأدوار والتوقعات التقليدية بينهما. و بتبنيه لنظريتي الحتمية البيولوجية و الأساسية النفسية، ناقش الباحث النظام الأبوي، الذي يرتكز على نظرية الحتمية البيولوجية التي تعتبر العامل البيولوجي، مثل الجينات والسلوكيات، هي العناصر الوحيدة التي تحدد قدرات الجنسين مسبقًا. وبالتالي، يرتبط المفهوم الأخير ارتباطًا وثيقًا بالأيديولوجيات الأبوية عبر ترويجه لفكرة تأثير العوامل البيولوجية على الاختلافات الفطرية بين الجنسين. و على هذا الأساس، و من خلال دراسة التقاطعات بين علم الأحياء والهياكل المجتمعية، ركز الباحث على انتقاد بعض جوانب النظرية الأخيرة ليخلص في عرضه إلى أهمية تحدي الأنظمة الأبوية وتفكيك الصور النمطية الجنسانية من خلال الاعتراف بأهمية دور التنشئة الاجتماعية والثقافة في تشكيل ديناميكيات النوع الاجتماعي و الحد من التأثير السلبي لهذه الأيديولوجيات على التقدم المجتمعي والمساواة بين الجنسين.
- الديناميات الاجتماعية والسياسية والوعي البيئي
قدمت خلال هذا المحور أربعة عروض تمحورت حول أهمية الوعي البيئي. فتحت عنوان: “الملاحظة: تقنية لتعزيز الوعي البيئي” شاركت الباحثة نصيرة قادة في هذه المائدة المستديرة بعرضها الذي ناقشت فيه أهمية تقوية إدراك الإنسان لمحيطه الخارجي، و ذلك في ظل انفصال علاقة البشر بالعالم الخارجي و العالم غير البشري و تزايد الميل لزيارة اللاأمكان الذي يتزامن مع تغافل الناس عن البيئة المحيطة بهم رغم جمالها. و كما أشارت الباحثة في عرضها، فإن تعزيز إدراك الناس لمحيطهم من خلال عدد من الخطوات، يمكن أن يعيد إيقاظ وتجديد وعي الإنسان بالعالم الطبيعي عبر تبني سلوكيات إيجابية مع العالم الخارجي.
و من خلال منظور ماركسي بيئي نقدي، شاركت الباحثة سمية لارغو بعرض في موضوع “تأثير الثقافة الاستهلاكية الرأسمالية على تغير المناخ”، تطرقت فيه الى دور العولمة الاقتصادية المتسارعة في إخضاع نطاق الإنتاج الرأسمالي وإعادة الإنتاج إلى توسع مستمر. ومع ذلك، فإن هذا النمو يحدث على خلفية الموارد الطبيعية المحدودة وغير المتجددة. من هذا المنطلق، ركزت الباحثة على التأثير العميق لثقافة الاستهلاك الرأسمالية على تفاقم تغير المناخ من خلال ممارسات الاستهلاك غير المستدامة كمحور للنقاش. وبالاعتماد على نظرية الماركسية البيئية النقدية، أثارت الباحثة دور الأنظمة الرأسمالية في التدهور البيئي عبر إعطاء الأولوية لتراكم الأرباح والنمو الاقتصادي الدائم، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أنماط استهلاك تستنزف الموارد الطبيعية. من هذا المنطلق، و كما ورد في عرض الياحثة، تبرز الحاجة الملحة للتغيير المنهجي لمعالجة الأسباب الجذرية لتغير المناخ وفق منظور ماركسي بيئي نقدي باقتراح نماذج اقتصادية بديلة ترتكز على مبادئ الاستدامة البيئية والعدالة الاجتماعية وصنع القرار الديمقراطي كمسارات قابلة للحياة نحو مستقبل أكثر عدلاً واستدامة.
و تحت عنوان “الحرب الحالية على غزة: ما هي تكلفة البيئة؟”، قدمت الأستاذة بالمركز الجهوي للتربية و التعليم بوجدة كلثوم غرش عرضها حول الحرب الراهنة على قطاع غزة و انعكاساتها السلبية على البيئة بالقطاع. فالحرب الدائرة رحاها على غزة منذ سابع أكتوبر 2023، هي حرب ليست فقط على أرض وشعب غزة بل على بيئتها أيضا كما ورد في عرض الأستاذة الباحثة؛ فالإبادة الجماعية في غزة تقابلها أيضا “الإبادة البيئية” بسبب الاستخدام المتعمد و المكثف للمدفعية و الأسلحة للقضاء على الحياة يشكل عام، بما فيها الموارد الطبيعية و البيئة، مما يجعل هواءها غير قابل للتنفس و ماءها غير قابل للشرب. و من خلال استشهادها بحالات وأرقام ضحايا هذه الحرب، فإن فداحة تأثيرها على البيئة في قطاع غزة تكمن في تعرض المناطق المدنية لأطنانً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون و أنواع من التلوث المعقدة و الاستخدام غير القانوني للفوسفور الأبيض. و علاوة على القتل و التدمير البيئي، تطرقت الأستاذة الباحثة إلى التهجير القسري لسكان غزة كمصدرً للضرر البيئي بسبب عدة إكراهات و في مقدمتها نقص إمدادات المياه الضرورية، ودورات المياه، ومرافق الصرف الصحي.
و تحت عنوان “الخطاب المزدوج للأحزاب اليمينية الأوروبية المعاصرة حول تغير المناخ: الآثار المترتبة على سياسة تغير المناخ والتصور العام”، قدمت الباحثة أميمة شنت عرضا استخدمت فيه التحليل النقدي للخطاب لدراسة تداعيات الخطاب اليميني الأوروبي المعاصر على تغير المناخ بسبب ازدواجية موقف الأحزاب اليمينية الأوروبية من تغير المناخ و المفاوضات بشأنه، و هو موقف تبناه القادة الشعبويون اليمينيون وأتباعهم اتسم بالتشكيك تاريخيا فيما يتعلق بتغير المناخ و معارضة السياسات الهادفة إلى معالجته. و في نفس الوقت، تظهر الأحزاب اليمينية الصاعدة المعاصرة في أوروبا مواقف متباينة بشأن تغير المناخ عبر تمرير رسائل متضاربة إلى الجماهير الدولية والمحلية. ففي الوفت الذي تؤيد فيه هذه الاحزاب علنًا العمل المناخي على الساحة العالمية، يميل خطابها المحلي إلى التقليل من التورط البشري في قضايا المناخ. و كما أشارت الباحثة في عرضها، فإنه مع تصاعد الأهمية السياسية للأحزاب الشعبوية في أوروبا في الآونة الأخيرة، فإن تأثيرها على المخاوف المتعلقة بتغير المناخ داخل الأجندة السياسية والرأي العام يتزايد.
- الآثار التاريخية والاستعمارية على الممارسات البيئية
تميز هذا المحور بمناقشة أربعة عروض و هي: عرض حول تأثير الاستعمار الإسباني على أراضي الريف للباحثة فاطمة معمر تحدثت فيه عن تأثير الاستعمار الإسباني على منطقة الريف بيئيا وصحيا وثقافيا وسياسيا و اجتماعيا و لغويا. و كما أشارت الباحثة في عرضها، فان التدهور البيئي و إتلاف التربة يعتبر من بين أبرز التغيرات التي طرأت على أرض الريف. بالإضافة إلى ذلك، ما زال سكان الريف يعانون من آثار القنابل السامة التي تسببت لهم في العديد من الأمراض التي تصبح وراثية وبالتالي تؤثر على الأجيال الصاعدة. و على المستوى اللغوي، أثارت الياحثة تأثير الاستعمار الإسباني على سكان الريف عبر إقحامه اللغة الإسبانية في “تريفيت” اللغة الأم لسكان المنطقة الذين قاوموا الاستعمار الاسباني لحماية أراضيهم.
و تحت عنوان “أخلاقيات الأرض والاستعمار عند جي إم كوتزي: حياة و أوقات مايكل كي”، قدم الباحث محمد الوافي عرضا ناقش فيه أخلاقيات الأرض من خلال رواية “حياة و أوقات مايكل كي”، الذي يتطرق فيها الروائي جنوب إقريفي “جي إم كوتزي” بشكل معقد إلى وجهات نظر متباينة حول ملكية الأراضي، والإشراف، وارتباط الإنسانية بالبيئة. و باستخدام مقاربة النقد البيئي ما بعد الاستعمار، ناقش الباحث في مداخلته الديناميكيات المعقدة لأخلاقيات الأرض والاستحقاق المجسدة من طرف الشخصيات الرئيسية في الرواية. ف”مايكل كي” يجسد تقديسًا عميقًا للمركزية البيئية للأرض، حيث ينظر إليها على أنها أمانة مقدسة وليست مجرد سلعة. و بصفة عامة، فقد ناقش الباحث في عرضه وجهات النظر فيما يتعلق بالتعقيدات الأخلاقية الكامنة في ملكية الأراضي والإشراف عليها، مما يدفع القراء إلى التفكير في علاقاتهم الخاصة مع الأرض والموروثات الدائمة للاستعمار والفصل العنصري التي تشكل أخلاقيات الأرض المعاصرة.
و تحت عنوان: “كفرناحوم: العثور على المواساة في اللامكان”، قدمت الباحثة إيمان مرابط عرضا تطرقت فيه الى فيلم “كفرناحوم” للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، الذي تعتبره الباحثة بمثابة منصة عميقة لمناقشة موضوعات اللاأماكن، ودراسات الحدود (لغة الحدود)، والضيافة، خاصة من خلال العلاقة المعقدة بين الشخصيتين الرئيسيتين في الفيلم “زين” و”رحيل”. و كما ورد في هذا العرض، فمن خلال منظور اللاأماكن، يصور الفيلم المشهد الحضري لبيروت كفضاء هامشي يتنقل فيه أفراد مثل “زين” و “رحيل” على هامش المجتمع، يعوزهما الشعور بالانتماء أو الهوية. في هذا الفيلم، تتجلى دراسات الحدود في الحواجز اللغوية والثقافية التي يجب على “زين”، وهو صبي لبناني ذكي يعيش في الشارع، التغلب عليها عند تكوين علاقات مع “رحيل”، المهاجرة الإثيوبية وابنها. وترمز هذه الحدود إلى الانقسامات والإقصاءات المتأصلة في المجتمع، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجهها المجتمعات المهمشة. ومع ذلك، رغم ظروفهما القاسية، تجسد العلاقة بين “زين” و “رحيل” موضوع الضيافة، حيث يقدمان الدعم والرفقة والرعاية لبعضهما البعض في عالم يتسم باللامبالاة والقسوة متجاوزين بذلك الأعراف والأحكام المجتمعية، و مجسدين إحساسًا عميقًا بالإنسانية والرحمة في مواجهة الشدائد. إن فيلم “كفر ناحوم”، كما أبانت الباحثة، يدعو المشاهدين إلى التفكير في تعقيدات الوجود الإنساني والقوة التحويلية للتعاطف والتضامن في التغلب على الحواجز التي تفرقنا.
إن ما سيق عرضه و مناقشته في هذا اللقاء الثقافي، هو محاولة من طرف منظميه و المشاركين و المشاركات فيه للبحث في العلاقة بين الإنسان و الطبيعة بالاعتماد على مختلف نظريات النقد البيئي و الإنسانيات البيئية لاستكشاف أوجه الخلل التي طالت هذه العلاقة و التحذير من مظاهر التدمير التي يتعرض لها كوكبنا؛ الكوكب الوحيد الذي يصلح للحياة في مجموعتنا الشمسية بسبب حماقات، تهور، جشع، عبث و وحشية أذكى مخلوق وجد فيه.