وظيفة الفيتامين D

إعداد د. مبارك أجروض

يعد الفيتامين D أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون ويسمى أيضاً بفيتامين الشمس، لأن الجسم يقوم بتصنيعه عند التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، وتعتبر أشعة الشمس هي العامل الأهم في تصنيع الفيتامين D بالجسم عبر الجلد إنه في الحقيقة مكوّن هرموني وليس فيتامين بالمعنى الحقيقي. فالفيتامين هو المادة التي لا يستطيع الجسم تصنيعها ويعتمد على المصادر الخارجية كالأطعمة للحصول عليها، بينما الفيتامين D يصنع وبصورة رئيسية في الجلد بفعل تأثير أشعة الشمس الفوق بنفسجية على مركبات خاصة تقوم بتكوينه داخل الجسم، ويقتصر دور الغذاء على توفير كميات قليلة جدا منه. ويعتبر من فئة الفيتامينات التي تذوب في الدهون.

يقوم الجلد بإنتاج الفيتامين D بصورته الخاملة، ثم ينقل إلى الكبد ليقوم بتحويله إلى صورة مفعلة جزئيا D2 وتطلق في الدم لتقوم الكلى عند الحاجة بتحويلها إلى الصورة المفعلة D3 والتي تدخل في العمليات الحيوية الأساسية في جميع أنحاء الجسم.

* وظيفة الفيتامين  D

يعتبر الفيتامين D ضروري لامتصاص الكالسيوم من الطعام، ولتكوين العظام بصورة سليمة. كما أنه يدخل في بناء الخلايا والوظائف المناعية للجسم. وفي الآونة الأخيرة، أظهرت الأبحاث أهميته في وقاية الجسم من مجموعة كبيرة من الأمراض، بالإضافة إلى ارتباطه بالعديد من الأمراض الخطيرة.

* نقص الفيتامين D

تحدث حالة نقص الفيتامين D عندما تقل مستوياته في الدم عن النسبة اللازمة للحفاظ على صحة سليمة. وكلما زادت مدة النقص ازدادت مخاطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة. ويعد نقص الفيتامين D وباء عالمي، حيث تشير التقديرات الأخيرة إلى أن 50 ـ 90% من سكان العالم تحت خطر الإصابة.

في السعودية، ينتشر نقص الفيتامين D على نطاق واسع بغض النظر عن العمر والجنس، فالنساء والرجال متساوون في النقص حيث تبلغ الإصابة ما بين 60 – 80%، وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 90% بين طالبات المدارس في المرحلة المتوسطة والثانوية. بينما في الأطفال، يعاني ما يقارب 60% من نقص خفيف، و28% من نقص حاد.

* أعراض الإصابة بنقص الفيتامين D

التعب والإعياء والفتور والخمول، آلام في العظام خاصة في الأطراف السفلية وأسفل الظهر، ضعف في العضلات والعظام، اكتئاب، والتهابات متكررة. كما يؤدي النقص الشديد إلى الإصابة بالكساح وهشاشة العظام التي تؤدي إلى الكسور.

* الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة

ـ الأطفال والكبار الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بصورة كافية، والأشخاص الغير قادرين على مغادرة منازلهم أو المقيمين في دور الرعاية، وأصحاب الدوامات الليلية.

ـ الأشخاص الذين يقومون بتغطية أغلب أجسادهم.

ـ الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، لكونها تحتوي على نسبة أعلي من صبغة الميلانين التي تحمي الجسم ضد أشعة الشمس فوق البنفسجية اللازمة لتكوين الفيتامين D.

ـ كبار السن، حيث أن بشرتهم تحتوي على نسبة أقل من مصنعات الفيتامين D.

ـ المصابين ببعض الأمراض التي تعيق امتصاص الفيتامين D  كمرض Crohn، ومرض allergie au blé. والمرضى الذين أجروا Bypass gastrique ou sleeve gastrectomie.

ـ الأطفال الرضع، لكونهم يعتمدون على حليب الأم الذي يعتبر مصدرا فقيرا بالفيتامين D إذا كانت الأم تعاني من النقص أو لا تتناول كميات كافية تمكنها من توفير حاجة جسمها وطفلها معا.

ـ المصابون بالسمنة.

* العلاقة بين فالفيتامين D والسمنة

وجدت دراسات حديثة أنه من الشائع جدا وجود نقص في الفيتامينD لدى البدناء وخصوصا المراهقين. ورغم أن الآلية المحددة التي ينتج عنها هذا النقص لم تحدد بعد، إلا أن الباحثين يرجحون بأن السمنة هي من تتسبب في نقص الفيتامين D وليس العكس. وقد تم اقتراح بعض الفرضيات بالإضافة إلى التوصل إلى بعض الملاحظات:

ـ امتصاص الفيتامين D ينخفض لدى المصابين بالسمنة.

ـ يضعف استقلاب الكالسيوم لدى المصابين بالسمنة، مما يؤثر على وظيفة الغدد جار الدرقية التي تفرز هرمون مسؤول عن تنشيط الفيتامين D داخل الجسم.

ـ لوحظ أن متلازمة مقاومة الأنسولين مرتبطة بمستويات منخفضة من الفيتامين D النشط.

ـ تعد الخلايا الدهنية مكان تخزين الفيتامين D، وبما أن لدى المصابين بالسمنة عدد أكبر من الخلايا الدهنية، فمن المحتمل أنها تختزن كميات أكبر من الفيتامين D مما يخفض من معدلاته في الدم وبالتالي يمتنع توفره للقيام بالعمليات الحيوية داخل الجسم. في هذه الحالة، قد يحتاج المصابين بالسمنة إلى تناول كميات أعلى من الاحتياج اليومي للأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية لتعويض عن الكمية التي تختزن في الخلايا الدهنية الزائدة.

ـ قد يميل البدناء إلى الجلوس داخل المنزل وقلة المشاركة في الأنشطة البدنية في الخارج مما يقلل من فرص تعرضهم لأشعة الشمس.

ـ نظرا لكون المصابين بالسمنة يميلون إلى نظام غذائي غير صحي، فمن المحتمل أنهم لا يتناولون كميات كافية من الأطعمة التي تحتوي على الفيتامين .D

* إمكانية علاج نقص الفيتامين D

ويتم ذلك بالمحافظة على التعرض الكافي لأشعة الشمس فالجلد يعتبر المصدر الرئيسي للفيتامين D، حيث ينتج 90% من الفيتامين D اللازم لأجسامنا عند تعرضه لأشعة الشمس المباشرة. لذا، ينصح الخبراء بتعريض الوجه والذراعين والساقين وما أمكن من الجسم لأشعة الشمس المباشرة لمدة 5 ـ 30 دقيقة ما بين الساعة 10 صباحا ـ 3 ظهرا بدون استخدام واقي الشمس، مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا على الأقل.

* ما يجب تذكره عند التعرض للشمس

ـ عندما يكون طول ظل الفرد أطول من جسمه الحقيقي أثناء تعرضه لأشعة الشمس، فعليه أن يعلم أن الوقت غير مناسب لأن ينتج جسمه الكميات الكافية لاحتياجه من الفيتامين D.

ـ واقي الشمس بقوة SPF 8 فما فوق قادر على منع تكوين الفيتامين D بنسبة 95% ـ 100% لحجبه للأشعة فوق البنفسجية اللازمة لإنتاج الفيتامين D في الجلد.

ـ الزجاج يحجب الأشعة الفوق بنفسجية تماما.

ـ الجو الغائم أو الملوث بشدة يمكنه حجب ما بين 50 ـ 60 % من الأشعة فوق البنفسجية.

ـ الحرص على تناول المكملات الغذائية التي يصرفها الطبيب: تعتبر مكملات الفيتامين D في المرتبة الثانية كمصدر للفيتامين D وتتواجد في صورتين: gélules ou comprimés، وliquide utilisé sous forme de goutte. وتعتبر فئة المكملات التي تحتوي على الفيتامين D3 أكثر فاعلية من التي تحوي الفيتامين D3 وعلى الفرد الالتزام بمراجعة الطبيب ومتابعة حالته.

* تناول غذاء صحي ومتوازن

الغذاء الصحي الغني بالعناصر التي تحتوي على الفيتامينD والكالسيوم. يتواجد الفيتامينD بكميات قليلة في بعض الأطعمة مثل: السمك (التونة، السلمون، السردين، والرنجة)، زيت السمك، البيض، الكبدة، منتجات الصويا، والأطعمة المدعمة مثل منتجات الألبان (الحليب، اللبن، الجبن) وحبوب الإفطار، ينصح بتناول 3 حصص يوميا من مجموعة الحليب ومشتقاته المدعمة، وحصتين من الأسماك أسبوعيا.

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد