زفاف سعيد ..

بقلم عبد الغني عارف

انسحب المدعوون. تقدم مدير الفندق من عائلة العريس. أخبرهم أن الفرقة الشرفية جاهزة لأخذ العريس إلى جناح عروسه التي تنتظره. دق رئيس الفرقة جرس الغرفة مرحبا وفاسحا المجال للعريس للدخول. انسحب الجميع على وقع موسيقى حالمة مع المتمنيات للعريسين بليلة عمر سعيدة. دخل العريس الغرفة المخصصة له في الجناح الملكي بالفندق. رأى عروسه تخلع ثياب ليلة العرس مولية ظهرها له. ثم ارتمت على الفراش مقلدة ما تفعله الممثلات في بعض الأفلام. اقترب منها متأوها: حبيبتي. إنها ليلتنا.. أخيرا حلمنا يتحقق ! رفعت رأسها في اتجاهه. ندت عنه صرخة اندهاش: ماذا ؟.. إنها ليست عروسه ! قال لها: من تكونين ؟ أجابته: ومن تكون أنت ؟. تلعثما معا في الكلام: ولكن أين زوجتي ؟ أجابته: ولكن أين زوجي ؟. وبينما هما يتبادلان نظرات الاندهاش والاستغراب سمعا نقرا خفيفا على الباب، وإذا بصوت المدير العام للفندق يصلهما هامسا من وراء الباب: عذرا سيدي. لقد أخطأ رئيس الفرقة الشرفية في تحديد رقم الغرفة، فجاء بك إلى غرفة غير تلك التي توجد بها عروسك. لدينا اليوم في الجناح الملكي حفلان للزواج وقد اختلط الأمر عليه. عروسك سيدي في الغرفة المقابلة من الجناح. نحن في انتظارك لنأخذك إلى الغرفة المخصصة لك سيدي.
ساد الصمت. لم يردا عليه. تركاه يشرح تفاصيل الخطأ مع القسم بأغلظ الإيمان بأنه سيطرد فورا رئيس الفرقة الشرفية عقابا له على هذا الخطأ الشنيع.
سألها: ما اسمك ؟.. سألته: من تكون ؟ .. وفي المسافة الفاصلة بين السؤالين لمع في عيونهما بريق ذكرى موغلة في الزمن: ذكرى حب طفولي أطفأت جمرته لحظة فراق مفاجئ وغامض.. اقترب منها.. اقتربت منه.. تعانقا.. تبادلا قبلات حارة. حملها إلى السرير واتفقا على الزواج. في الصباح هنأته أمه على زوجته الجديدة التي هي أجمل بكثير من تلك التي كان سيتزوج بها لو لم يخطئ رئيس الفرقة الشرفية رقم الغرفة. وفي اليوم الموالي نشرت الصحف تهانئ الأهل والأحباب تحت عنوان عريض: زفاف سعيد.
أما المدير العام للفندق فقد تم طرده وحل محله رئيس الفرقة الشرفية الذي أخطأ في رقم الغرفة.. !

 

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد