إعداد: مبارك أجروض
غادر مجموعة طلاب أشهر جامعة بريطانية قاعة الاحتفالات بالجامعة تضامنا مع اللاجئين السوريين وذلك احتجاجاً على حضور الصحفية البريطانية كيتي هوبكنز. والتي دُعيت إلى جامعة برونيل في احتفالية عيد تأسيسها الـ50 للتحدث في مناظرة نقاشية حول جدوى نظام الرعاية الصحية ببريطانيا.
ولكن هذه الدعوة أثارت موجة احتجاجات عارمة بين الطلاب، فالصحفية التي عُرِفت على الدوام بآرائها اللاذعة كانت كتبت في 17 أبريل 2015 مقالاً لصحيفة “ذا صن” البريطانية وصفت فيه اللاجئين بـ”الصراصير” وشبهتهم بالمتوحشين البربريين الذين ينتشرون مثل الفيروس.
كتب رئيس اتحاد طلبة جامعة برونيل، علي ميلاني يوم الخميس الماضي في مدونة للنسخة البريطانية من هافينغتون بوست أنه “فخور” بالانتماء لهذه الجامعة وزاد فخره بعد ما قام به الطلاب حين أظهروا رفضهم لـ”خطاب الكراهية” الذي تبثه هوبكنز وعن مساندتهم للمبادئ الإنسانية..وأضاف ميلاني: “ننوّه هنا بأن المسألة لم تكن أبداً في لحظة من اللحظات حول منع السيدة هوبكنز من التحدث في الحرم الجامعي أو ترمي إلى حرمانها من حقها بالكلام، أبداً، المسألة برمتها هي أنه من المستهجن أن تدعو جامعتنا في احتفاليتها الـ50 متحدثة لا تضيف أي قيمة إلى الحوار الأكاديمي أو الثقافي، بل متحدثة تتفوّه علناً بآراء شديدة التعصب وتحضّ على الكراهية”.
عبّر طلاب الجامعة عن رفضهم لحضور كيتي هوبكنز عبر موقع تويتر فكتب أحدهم: “خرجنا في برونيل لوجود كيتي هوبكنز في مناظرة احتفالية عيد تأسيسها الـ50. لن تذهب نقودنا لتمويل متحدثة تحض على الكراهية”. بينما كتب آخر: “التنينة كيتي هوبكنز هنا” وأضاف: “ولكننا أدرنا لها ظهورنا”. وتابع: “ومن ثم غادرنا”.
يُذكر أن كيتي هوبكنز كانت قد أعدت نفسها قبل المحاضرة لسماع سيل من الشتائم التي تنبأت بأن الجمهور سيوجهها لها، فقد كتبت هي الأخرى تغريدة قبل المحاضرة ضمنتها قائمة بالشتائم التي توقعت أن يصفها بها الطلاب (عنصرية، ضد المرأة، متعصبة، مهينة للبدناء، فاشية):”هذه قائمة بالشتائم التي سيصفني بها طلبة برونيل لاحقاً. لا تطلقوا الأحكام، بل ناقشوها”.
وبحسب صحيفة “الدايلي ميل البريطانية” كتبت هوبكنز مقالة قالت فيها إنها اعتادت قيام الطلبة على الدوام بوصمها بشتى الألقاب لمجرد أنها تمارس حقها بالتعبير والكلام..وأضافت “عندما تحدثت من قبل عن تشيد إيفانز لاعب كرة القدم المدان بتهمة الاعتداء الجنسي، ودافعت عن حقه في العودة إلى الأضواء والملاعب وصمني الطلاب بالمدافعة عن الاغتصاب، ثم عندما انتقدت سياسة اللجوء في البلاد وصموني بالعنصرية، بعد ذلك لأني لا أحبذ التعويضات المادية الكبيرة للمطلقات وصمت بأنني ضد المرأة”.
وانتقدت هوبكنز ردود فعل الناس قائلة إن الشعور بالإهانة هذه الأيام ما عاد يُفهم على أنه مجرد رد فعل عاطفي، فقد بات الناس يُحاكِمون من ينطق بما لا يعجبهم ويرفعون القضايا ضده لأنه في نظرهم مخطئ وعليه نيل الجزاء الرادع عقاباً على فعلته.