سلمى بناني :رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية، الرشاقة البدنية، الهيب هوب والأساليب المماثلة
في التاسع عشر من أكتوبر، تتجدد الذكرى… ذكرى ميلاد الحلم الذي اختار أن يكون جسدًا من نبض، وروحًا لا تعرف السكون من رحم الشغف وصدق العطاء، ولدت جامعة الإيروبيك، كفكرة تمشي على خطى الضوء، تزرع في القلوب أملا، وفي الأجساد عزيمة تقاوم الزمن. من هذا الموسم… حمل في طياته عبق البدايات، وملامح الطريق التي سقيت بعرق وحلم، وزيّنت بابتسامات خرجت من قلب التحدي.
هناك، في الناظور، حيث البحر يعانق الجبل، والرياح تنثر أنفاس الحرية، انبثقت لحظات لا تُنسى… لحظات كانت مؤجلة من زمن وباء كورونا، لكنها عادت أكثر دفئًا، مفعمة بالحياة، والإنسان، والانطلاق. كان التفاعل استثنائيا … كأن الأرض ترقص نبضا، هي المرة الأولى…. لكنها ستبقى الأجمل، لأنها خرجت من القلب، وسكنت القلب، ولأن الحلم حين يولد بالحب، لا يموت أبدا. ليست الرياضة لعبا … بل لغة تنطقها الأرواح قبل الأجساد، تجمع التعدد في ميدان واحد، وتحوّل الخطوات إلى حكايات من ضوء. هناك، حيث تسقط الحركة الحدود، وتتوحد الأمم في رقصة الحياة، يكتب الجسد رسالة القلب، من إفريقيا إلى العالم.
في السجون، أزهرت الحركة أملا، وفي عيون الأطفال الأبرياء، رأينا الحلم يمشي على قدمين صغيرتين زرعنا بذور الشمول والأمل، وحصدنا دفء الإنسانية. لم نحمل كؤوسا من ذهب، لكننا حملنا قلوبًا تنبض حبًا، وأرواحا تتنفس فرح الآخرين. تسعة وعشرون عاما من الحلم، وما زال الشغف فينا حيا … يقول كل يوم قوتنا في التلاقي، وانتصارنا في أن نبقى معًا، الرياضة… نبض الإنسان.
كل عام وجامعتنا بألف خير.