بحيرة أفنورير: السلطات الإقليمية تمنع أي استثمار فلاحي خارج عن الفلاحة المعيشية المعتادة بالمنتزه الوطني لإفران

محمد الدريهم

في أعقاب نداء: “بحيرة أفنورير في خطر: موقع رامسار الأول بالأطلس المتوسط ​​يستغيث بالمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية” الذي تم اطلاقه مؤخرا عبر الصحافة الوطنية والجهوية لحماية بحيرة أفنورير، علمنا للتو أنه بناء على تعليمات من عامل إقليم إفران عبد الحميد المزيد , وعيا منه بالمشكلة والخطر الذي يهدد الموارد المائية خاصة بسبب الزراعة المستهلكة للماء في هذه الفترة من الجفاف التي تعيشها بلادنا و وفقا لما عهد فيه من تجاوب مع تظلمات ونداءات خدام الحامي الأول للتنوع البيولوجي الوطني عموما وللمنتزه الوطني بإفران خاصة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله؛ عقدت اللجنة الإقليمية الموسعة المكلفة بعمليات تأجير الأراضي الجماعية، والمكونة من ممثلين إقليميين مسؤولين عن قطاعات  الفلاحة والمياه والغابات، والأراضي الجماعية المملوكة للجماعات السلالية التي لها حق الانتفاع أو التمتع ونواب هذه السلالات. من بين آخرين اجتماعا لها يوم الخميس 18 أبريل 2024 الماضي خصص لدراسة طلبات كراء أراضي الجموع لإنجاز استثمارات فلاحية على مستوى إقليم إفران وبالأخص منها الطلبات الخاصة بالاستثمار الفلاحي بمنطقة موقع بحيرة أفنورير المصنفة موقع رامسار، موضوع المناشدة المذكورة أعلاه.

وبخصوص هذا الموضوع، علمت” ريتاج بريس” من مصادر متطابقة أن هذه المشاريع، موضوع الصرخة الإنذارية، قد فشلت ورفضتها اللجنة الإقليمية المذكورة المعنية وأصدرت رأيًا سلبيًا وأكثر من ذلك؛ قررت منع أي استثمار فلاحي خارج عن الفلاحة المعيشية المعتادة للساكنة المحلية داخل مدار المنتزه الوطني لإفران.

هذا و قد رحبت و بشدة كافة القوى الفاعلة من المجتمع المدني المحلي والوطني المهتمة بالقضايا البيئية والإيكولوجية للمملكة التي تواصلنا معها، بهذا القرار الشجاع الذي ” لم ينتظر وصول العاصفة لترميم السقف” داعين كل هذه القوى الفاعلة – المسؤولون المنتخبون وممثلو السلطات و المصالح الخارجية والمجتمع المدني – الإقليمي و الجهوي- للحوار والعمل معًا؛ يداً في يد، لصالح التنمية المستدامة للإقليم و جهته دون الإضرار بتراثها الطبيعي وتنوعها البيولوجي الغني والجميل المهدد بالفعل بسبب سنوات الجفاف الطويلة والآثار الضارة لتغير المناخ.

بحيرة أفنورير تقع في قلب المنتزه الوطني بإفران في الأطلس المتوسط؛ على مساحة 800 هكتار و هي بحيرة جبلية توجد على ارتفاع 1800 م عن مستوى البحر حيث تعتبر محمية صيد دائمة. وهي بحيرة مهمة لشتى أنواع الطيور المائية النادرة جهويا و وطنيا وتستخدمها أيضًا الطيور المهاجرة .

وتشمل الأنشطة البشرية التي تتم بهذه المنطقة من بحيرة أفنورير الأنشطة السياحية والترفيهية بالإضافة إلى تربية الماشية. إنه موقع ذو أهمية بيولوجية وبيئية وقد تم إدراجه كموقع رامسار يوم 20 يونيو 1980 بسبب أهميته في الحفاظ على الطيور.

 

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد