كتبه: محمد هرار دانمارك
سؤال يؤرقني، ويقض مضجعي، لا أجد له جوابا يقنعني، ولا أدري هل تتساءلونه مثلي، أم تعيشونه كما أعيشه. بالله عليكم هل تشعرون أو تستمتعون بالفعل بفرحة العيد كما كنا نستشعره، ونفرح لقدومه، بل كنا ننتظره بفارغ الصبر لمدة ليست بالهينة!!!؟
من كان منا وقت الطفولة مثلا، يغمض له جفن، أو يستطيع النوم من فرحة قدوم العيد! أتذكرون؟. كنا نقضي ليلة العيد كالجنود في ساحة القتال، نخطط وندرس بالتفاصيل المملة كيفية الاستمتاع بيوم العيد، إذ هو بالفعل مقبل علينا عيد.
أما اليوم فقد ذهب كل شيء، بالتدرّج… قلت بل زالت فرحة وبهجة وسرور استقبال أول يوم العيد، حتى أضحى العيد نفسه روتين الأيام المعهودة، ولم تزده طقوسه بهجة، رغم حضور الدلالات الدّينيّة فيه، ولم تتقدم به خطى الأحبة وان كثرت بهم المجالس قدما في حديث ذو شجون.
ما الذي تغير يا ترى فالعيد هو العيد!!! والأحبة لا زالوا هم الأحبّة، إلا من فقدنا منهم وأفضوا إلى ربّهم؛ فقد راحوا هم وراوحنا نحن ها هنا مع العيد!!! لماذا يا ترى تحول الوضع من فرحة وسرور وبهجة… إلى ما ينتابني من شعور غير الذي كان قبل سنين!؟. قد لا تكون الإجابة واحدة، وقد تكون هي بالفعل مركبة. لكن الشعور يحملني على الإصرار بالغوص العميق من باب فهم الظاهرة.
أجد شيئا يشدني من الأعماق لحنين الماضي، لحنين العيــــــــــد، وما كان به من مسرة في مشاعر الابتهاج؛ فأين هي تلك الفرحة البهيجة والسرور الكبير العميق بقدوم العيـــــــــــــــــد؟… لكن النفس مغلوبة وان تظاهرت طربا، أو مجاملة حتى لا يقال عنها ما يقال عن الذي تغيب عن العيــــــــــــــــــــد…
الحمد لله والشكر له. منحنا من العمر بقية، فلولاه ما وُفقنا لتعظيم وتبجيل شعائره، والرضا بقضائه وقدره، {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، وللهِ الحمــدْ.