ريتاج بريس :محمد الدريهم
احتفلت الوكالة الوطنية للمياه والغابات ومختلف شركائهايوم الخميس 01 فبراير 2024 باليوم العالمي للمناطق الرطبة على ضفاف بحيرة أكلمام سيدي علي بإقليم ميدلت و ذلك برئاسة عبد الرحيم هومي، المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، و مصطفى النوحي، عامل إقليم ميدلت، مرفوقين بممثل عن السفارة الكندية ومدير الوكالة الكندية للتعاون الدولي للتنمية(SOCODEVI) في المغرب، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات المدنية والعسكرية الأخرى.
وقد نظمت الوكالة بهذه المناسبة برنامجاً ثرياً بلأنشطة الإعلامية والتحسيسية في المنطقة الرطبة أكلمام سيدي علي احتفالاً باليوم العالمي للمناطق الرطبة الذي اختير له هذه السنة شعار “المناطق الرطبة ورفاهية الإنسان”.
وفي تصريحه للصحافة بهذه المناسبة، أكد السيد عبد الرحيم حومي، المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات في تصريحه أن الاحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة الذي يتزامن بالتوقيع على اتفاقية رامسار فرصة لزيادة الوعي بأهمية هذه المناطق الرطبة، وكذلك بأهمية الموارد المائية بشكل عام.
وكما هو معلوم، فإن بلادنا تعاني حاليا من إجهاد مائي، وتعتبر الأراضي الرطبة مؤشرا مثاليا لحالة الموارد المائية في بلادنا، وكما جاء في التوجيهات التي أصدرها جلالة الملك، أيده الله، في موضوع المياه، فإنه من المهم رفع مستوى الوعي لدى جميع المعنيين والمواطنين بأهمية الموارد المائية، وبالتالي ضمان الإدارة المستدامة لهذه الموارد للأجيال القادمة.
في تصريحها لمراسلنا، أكدت فيرجيني كوستيت، ممثلة لبعثة الاتحاد الأوروبي، شريك الوكالة الوطنية للمياه والغاباتبالرباط، أن الاتحاد الأوروبي يدعم السياسة الغابوية للمغرب منذ سنوات عديدة، وكان شريكا رئيسيا يدعم القطاع بطرق مختلفة منذ عام 2011.
وقد أضافت قائلة، ” نحن اليوم ندعم دون قيد أو شرط استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، وكجزء من برنامج الاتحاد الأوروبي الحالي لدعم هذه الاستراتيجية، نقدم 115 مليون يورو لدعم التحول البيئي الذي يخلق فرص عمل لائقة وابتكار في إطار التنمية الزراعية والغابات في المغرب. واختتمت حديثها قائلة: “سيستمر دعمنا في دعم قطاع الغابات”.
من جهتها. أكدت البروفيسور رحيمو الحمومي، أستاذة باحثة بجامعة الحسن الثاني ورئيسة منظمة كريبوم/بيردلايف المغرب، أن المنظمة تحتفل باليوم العالمي للمناطق الرطبة هذه السنة في أكيلمام سيدي علي، وهو موقع مشهور تم تصنيفه كموقع رامسار منذ عام 2005; وأضافت أن هذه المناطق الرطبة تلعب دورًا مهمًا للغاية وتوفر خدمات بيئية واجتماعية واقتصادية مهمة جدًا، ولكن مع الجفاف والإجهاد المائي الذي يشهده المغرب، فإننا نرى أن هذه الأراضي الرطبة تؤدي أدوارها ووظائفها بشكل أقل وأقل.
ومع ذلك، ناشدت البروفسور حمومي صانعي القرار والمجتمع المدني لبذل المزيد من الجهود لحماية هذه الأراضي الرطبة، مؤكدة أن كل هذا التواصل حول الإجهاد المائي الذي يركز فقط على الموارد المائية، يجب ألا يجعلنا ننسى التنوع البيولوجي الذي تحتضنه هذه الأراضي الرطبة، والذي يجب حمايته هو أيضاً.
وبحسب البروفيسور حمومي، فقد أنهت جمعية كريبومللتو التعداد الشتوي للطيور الذي تقوم به كل عام منذ سنة 1993، عندما تأسست الجمعية، حيث لم يطرأ أي اختلاف في عدد الطيور المائية في المواقع الرئيسية، وخاصة البحيرات والمناطق الساحلية، بل وفي بعض الحالات كان هناك زيادة في عدد الطيور. أما بالسدود والضايات الطبيعة فإن الوضع كارثي حيث لم يسجل الا العدد القليل جدا من الطيور،
هذا وقد تم خلال هذا اليوم التأكيد على أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات وضعت خطة عمل وطنية للحفاظ على المناطق الرطبة والتي تعتبر بمثابة دليل لتخطيط الحفاظ على هذه المناطق. ويشمل ذلك على وجه الخصوص، تعزيز النهج التشاركي وإشراك الشركاء المؤسسيين والجمعيات، وتطوير واستعادة شبكة المناطق الرطبة ذات الأولوية من خلال تنفيذ خطط عمل محددة وتسجيل مواقع رامسار الجديدة، وتطوير وتحديث إدارة الأراضي الرطبة من خلالإنشاء شبكة من المديرين وتعزيز قدراتهم في المهن المتعلقة بالطبيعة، وأخيراً تطوير السياحة البيئية في المناطق الرطبة من خلال إنشاء مناطق استقبال وتطوير منتجات لمراقبة الحياة البرية والصيد والرياضات المائية.
من جهة أخرى تجدر اإشارة الى أن المغرب صادق على اتفاقية رامسار في عام 1980، ولديه 38 موقعاً على قائمة المناطق الرطبة ذات الأهمية الدولية. الوكالة الوطنية هي نقطة الاتصال الوطنية لهذه الاتفاقية. وعلى هذا النحو، تعمل مع مختلف شركائها للحفاظ على هذه النظم الإيكولوجية، من ناحية عن طريق زيادة الوعي بها بين عامة الناس، ومن ناحية أخرى، من خلال تشجيع الاستخدام الرشيد الذي يحترم توازنها.
في هذا اليوم الذي تم الاحتفال به في موقع رامسار في أكلمام سيدي علي، تم تنظيم منصات لعرض مختلف المشاريع التي تنفذها الوكالة الوطنية للمياه والغابات وشركائها الفنيين والماليين، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الحفاظ على المناطق الرطبة ورصدها وتنمية السياحة البيئية.
كما تميز الحدث بعرض مشاريع الوكالةبإقليم ميدلت وتوقيع اتفاقية شراكة مع منظمة تنمية الغابات في بلدية إيتزر. والهدف من هذه الشراكة هو إشراك السكان المستخدمين المحليين في الإدارة المشتركة للمناطق الطبيعية وفقًا لنموذج الإدارة الشاملة والمستدامة.
وعلى وجه الخصوص، أتاحت الفرصة لتنفيذ عدد من أنشطة الاستعادة البيئية. وشملت هذه الأنشطة إنشاء مناطق لتفريخ الأسماك في المنطقة الرطبة في أكلمام سيدي علي وإطلاق العمل لتجديد الغابات المتاخمة للبحيرة من أجل حماية مستجمعات المياه فيها.