كيف غيرت حرب أكتوبر العالم؟

ريتاج بريس

قبل خمسين عامًا في مثل هذا اليوم، اندلعت حرب في الشرق الأوسط لم تغير المنطقة فقط، بل أثرت أيضًا على العالم بأسره. تعرف هذه الحرب بأسماء متعددة حسب الزاوية التي تنظر منها إليها: حرب أكتوبر، حرب يوم الغفران، حرب رمضان، أو الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1973.

بدأت الحرب بهجوم مشترك من قبل مصر وسوريا ضد إسرائيل. هاجمت مصر من الجنوب بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء، بينما هاجمت سوريا من الشمال بهدف استعادة مرتفعات الجولان. وكانت إسرائيل قد احتلت هذين الإقليمين قبل ست سنوات في حرب عام 1967، بالإضافة إلى ما تبقى من أراضي فلسطينية.

كانت هذه الحرب مفاجئة بالنسبة لإسرائيل، وخاصةً خلال يوم الغفران، الذي يعتبر مقدسًا لليهود. كما كانت تلك الحرب تأتي في سياق الصراع البارد العالمي، حيث كانت الولايات المتحدة تدعم إسرائيل والاتحاد السوفيتي يقدم الدعم للدول العربية.

بعد عشرة أيام من بدء الحرب، نجحت القوات الإسرائيلية في اختراق خطوط الدفاع المصرية والسورية، مما جعل الميزان يميل بشكل كبير نحو إسرائيل. ومع مرور الوقت، أصبح الصراع في طريق مسدود.

بعد اثني عشر يومًا من القتال، قررت الدول العربية المنتجة للنفط، وفي إطار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، خفض إنتاج النفط بنسبة خمسة في المائة وفرضت حظرًا على الولايات المتحدة وأوقفت إمدادات النفط. هذه الخطوات أدت إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير وأثرت على سياق الحرب الباردة.

تسبب هذا الحصار في دفع الولايات المتحدة إلى التدخل للبحث عن حلول للنزاع. وجاء هنري كيسنجر، مستشار الأمن القةومي الأمريكي السابق، ليعلن عن اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث سعى جاهدًا لصياغة سلام بين العرب وإسرائيل من خلال جولاته بين القاهرة ودمشق وتل أبيب. ونجحت جهوده في التوصل إلى وقف إطلاق نار ينهي الحرب.

بعد بضع سنوات، قامت مصر وإسرائيل بتطبيع العلاقات من خلال توقيع اتفاقيات كامب ديفيد في 17 سبتمبر 1978، والتي وضعت الأسس لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.

من ثم، تغيرت العلاقات في الشرق الأوسط بشكل جذري بسبب تلك الحرب. وبعد مرور خمسين عامًا، يصبح واضحًا أنها لم تؤثر فقط على المنطقة والعلاقات العربية الإسرائيلية، بل أيضًا على التحالفات العالمية والسياسات الدولي.

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد