بقلم د. مبارك أجروض
يشير الإياس pré-ménopause (ما قبل سن اليأس) إلى الوقت الذي خلاله يقوم الجسم بالانتقال الطبيعي إلى انقطاع الطمث Ménopause مشيرًا إلى نهاية سنوات الإنجاب، ويسمى الإياس أيضًا بالمرحلة الانتقالية لانقطاع الطمث، حيث تبدأ النساء الإياس عند أعمار مختلفة، وقد يلاحظن علامات التطور تجاه انقطاع الطمث، مثل اضطرابات الدورة الشهرية أحيانًا عند بداية الأربعينيات. ولكن قد يلاحظ بعض النساء تغيرات في أوائل منتصف الثلاثينيات.
يرتفع مستوى oestrogène ـ الهرمون الأساس عند الأنثى ـ وينخفض بشكل متفاوت خلال الإياس. قد تطول دورة الطمث أو تقصر وقد تبدأ المرأة في المعاناة من دورة الطمث حيث لا يستطيع المبيضان إطلاق البويضة Ovule (انقطاع الاباضة). وقد تعاني كذلك من أعراض تشبه انقطاع الطمث مثل الهبّات الساخنة bouffées de chaleur ومشكلات في النوم وجفاف المهبل sécheresse vaginale. ويتوفر العلاج للمساعدة في تخفيف هذه الأعراض. وبمجرد مرور 12 شهرا متتاليا دون فترة الحيض، تكون المرأة قد وصلت رسميًا إلى فترة سن اليأس Ménopause، وانتهت فترة الإياس.
ومن المعلوم أن النساء يعانين خلال مرحلة انقطاع الطمث (سن اليأس) من بعض المتاعب الصحية مثل زيادة الوزن والتقلبات المزاجية واضطرابات النوم والهبّات الساخنة، ويمكن للمرأة مواجهة هذه المتاعب من خلال التغذية الصحية والرياضة وتقنيات الاسترخاء.
* تغذية متوازنة
تقول الدكتورة إرمجارد تسيردين أخصائية أمراض النساء الألمانية، بأنه يمكن للمرأة مواجهة متاعب مرحلة انقطاع الطمث من خلال بعض التدابير البسيطة، أبرزها التغذية المتوازنة الغنية بالفيتامينات والمعادن، والتي تجد مصادرها الغذائية في الخضروات والفواكه، لاسيما الكرنب والبروكلي والجرجير.
وأضافت أن الثوم يتمتع بأهمية كبيرة لصحة المرأة في مرحلة انقطاع الطمث؛ حيث إنه يقي من أمراض القلب والأوعية الدموية من ناحية ويحميها من ضمور العظام atrophie osseuse الناجم عن نقص هرمون الأستروجين من ناحية أخرى.
ومن المهم أيضا تناول الأغذية الغنية بأحماض أوميغا 3 المفيدة لصحة القلب، وتتمثل مصادرها الغذائية في المكسرات كالجوز وبعض أنواع الأسماك مثل السلمون والرنجة، ويراعى تناول الأسماك بمعدل مرتين أسبوعياً.
* تقوية العضلات
وإلى جانب التغذية الصحية، ينبغي أيضا المواظبة على ممارسة الرياضة، لاسيما تمارين تقوية العضلات، وذلك لمواجهة ضمور العضلات المصاحب للتقدم في العمر.
* اضطرابات النوم
لمواجهة اضطرابات النوم، ينصح البروفيسور الألماني يوهانس جورج فيكسلر بالابتعاد عن الوجبات الدسمة مساء، مشيراً إلى أنه من الأفضل عدم تناول الطعام بعد الساعة 18، وذلك بغرض تجنب مشاكل الجهاز الهضمي، التي تسلب النوم من العين.
* الاسترخاء والنوم
وأضاف أخصائي طب الأمراض الباطنة والتغذية العلاجية أنه يمكن شرب كوب من شاي اللافندر قبل الذهاب إلى الفراش، مع إمكانية ممارسة تمارين الاسترخاء كاليوجا والتأمل من أجل الشعور بالراحة والهدوء، ومن ثم التمتع بنوم هانئ.
ولتجنب ما يعرف بالهبّات الساخنة (ارتفاع درجة حرارة الجسم) ونوبات التعرق الشديدةsévères épisodes de transpiration ينصح فيكسلر بالابتعاد عن الأطعمة الحريفة، وكذلك لا يجوز شرب القهوة مساء، على أن يتم شربها باعتدال نهاراً.
* تقلب مستويات الكوليسترول
يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الأستروجين إلى تغيرات مرفوضة في مستويات الكوليسترول بالدم، مما يتضمن زيادة في كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، الكوليسترول “السيء” LDL، مما يسهم في زيادة خطورة الإصابة بأمراض القلب. وفي الوقت ذاته، ينخفض كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، الكوليسترول “الجيد” HDL، في العديد من النساء، مما يزيد أيضًا خطر الإصابة بأمراض القلب.
* متى يكون على المرأة زيارة الطبيب
تسعى بعض النساء للحصول على الرعاية الطبية لعلاج أعراض فترة سن اليأس. ولكن أخريات إما أنهن يتحملن التغيرات وإما أنهن لا يعانين ببساطة من الأعراض الحادة بالقدر الكافي الذي يتطلب الرعاية الطبية. ولأن الأعراض قد تكون خفية ولا يشعرن بها وتحدث تدريجيًا.
وتجدر الإشارة إلى أن المرأة قد لا تلاحظ في أول الأمر أنها ترتبط كلها بالشيء نفسه، وهو ارتفاع وانخفاض مستويات الإستروجين والبروجيسترون progestérone والذي يُعد هرمونًا رئيسا آخر لدى النساء.. وأما في حالة الإصابة بالأعراض التي تعوق الحياة أو الصحة العامة الجيدة، مثل الهبات الساخنة أو التقلبات المزاجية أو التغيرات في الوظيفة الجنسية التي تثير القلق، فينبغي وبكل إلحاح على المرأة زيارة الطبيب.