الرباط / زينب الدليمي
أختارت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، يوم أمس الخميس،لإطلاق مبادرة “المجتمعات التي نريد”، في لقاء عن بعد مشاركة تجربة المغرب و النيجر والسينغال في ضل الجائحة .
وأشارت الإيسيسكو في تقديمها لمبادرة “المجتمعات التي نريد” إلى أن جائحة كورونا أحدثت أزمة ضمن قائمة طويلة ، من الأزمات التي ضربت العالم في عصر العولمة، وكشفت مواطن الضعف وأكدت على الحاجة الملحة لإعادة التفكير في مجتمعاتنا، وقد تجلت الأزمة المتعددة الأوجه التي يواجهها العالم في عدة مظاهر على مدى العقود الماضية، لترسل باستمرار إشارات حول الضرورة الملحة لاتخاذ إجراءات والشروع في عملية التغيير الجذري لمجتمعاتنا .
وأكدت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، جميلة المصلي ممثلة المغرب في مشاركتها ،أن أزمة كورونا أكدت أن محاربة الهشاشة تعد من أهم المطالب الحيوية لجعل المجتمعات والدول أقدر على مواجهة مختلف الأزمات كيفما كان نوعها وموضوعها .
وأضافت الوزيرة أن هذه القوة تكمن أيضا في مدى انتشار قيم التضامن والوعي الجماعي، في مستوى ثقة الشعوب في دولها وفي سياساتها، وفي مدى جاهزية المواطنات والمواطنين للإمتثال لتلك السياسات ومختلف الإجراءات التي تتخذها السلطات لصالحها في ظروف استثنائية .
وأوضحت المسؤولة الحكومية أن تداعيات انتشار جائحة كورونا المستجد ، أظهرت أن القوة الحقيقية للمجتمعات والدول ليست فقط في مستوى العيش المادي للشعوب ومستوى التقدم الصناعي ومستوى التمكين للديمقراطية، بل تجلت أيضا في مدى متانة الأنظمة الاجتماعية ودرجة تماسك الأسر وخير دليل مختلف التدابير الاستباقية لمواجهة المخاطر المحتملة لجائحة “كوفيد 19” ، التي قامت بها المملكة المغربية في ظل هذه الأزمة وأن تنزيل مشروع السياسة العمومية المندمجة للحماية الاجتماعية 2020-2030، الذي يتم العمل عليه في الوقت الراهن، يعد فرصة لاستخلاص العبر من آثار الجائحة ، واستشراف ما بعدها من خلال التدقيق في البرامج والمشاريع التي سيتم تنزيلها كي تمكن من رفع التحديات الكبيرة التي تواجه منظومة الحماية الاجتماعية بالمغرب .
ونوهت المصلي بمختلف التدابير والإجراءات الاستعجالية لحماية الفئات الهشة، بما فيها الأطفال المتكفل بهم بمؤسسات الرعاية الاجتماعية والأطفال في وضعية الشارع والأشخاص في وضعية إعاقة والنساء والفتيات في وضعية صعبة والأشخاص المسنين المتكفل بهم بمؤسسات الرعاية الاجتماعية، والأشخاص في وضعية الشارع .
وفي نفس السياق أكد المدير العام للإيسيسكو، أن إطلاق المنظمة لمبادرة “المجتمعات التي نريد” ينبع من استشعارها المسئولية، فهذا هو الوقت الأنسب لبناء الرأسمال الإنساني المبتغى لمجتمعاتنا، داعيا إلى أن يكون الجميع يدا واحدة في نشر المعرفة عبر مدركات علومنا الإنسانية والاجتماعية، شحذا وتمكينا لبرامج الاستكشاف العلمي المفضية بنا إلى تحقيق مبتغياتنا، لنشهد مجتمعات تتصف بالتماسك والازدهار والحيوية .
وللإشارة فمبادرة الإيسيسكو الجديدة تسعى إلى نشر المعرفة وتنفيذ برامج مبتكرة تساهم في بناء مجتمعات تتمتع بمقومات الصحة والسلام والقدرة على الصمود وتشمل الجميع ، حيث إن المخاطر التي تهدد السلم والأمن، والأزمات الاقتصادية وانتشار الفقر، والتغيرات المناخية، والآن جائحة كورونا ، كلها إشارات على أن مجتمعاتنا تعيش مرحلة تحول حاسمة .