قصــــة حـــــب

اليوسفية: الأستاذ جيلالي وساط

حين وقعنا في حب الطبيبة الشابة البيضاء البضة الفاتنة، التي كانت تستقبل المرضى بمستشفى حينا يومين في الأسبوع، بدأت تعترينا أعراض أمراض غريبة، أُصيبَ بعضنا بالشحوب وأصبحوا ذاهلين، ارتفعت دقات قلوب آخرين فأصبحت تُسمع من بعيد، وهناك من أصابهم أرق عجيب، والكثيرون عانوا من الهزال، وخَيّمَ على حيّنا جو شاعري غريب.

اكتست تصرفاتنا طابعا غريباً، أصبحنا أكثر هدوء، نسينا مشاريعنا التي خططنا لها وقتا طويلا.

وكنّا نتسكع شاحبين في الفجر تحت أضواء النيون ونحن نرتدي معاطفنا السوداء الطويلة فنبدو كمصّاصي الدماء.

كُنّا ننتظر يومي حضورها بلهفة وشوق، فنصطف منذ الصبّاح في الطابور، وحين تستقبلنا واحداً واحِدًا نَتَلَعْثَمُ ونحن نعلن لها عن عدم برئنا من مرضنا الغريب، ونراقبها بعيون بلهاء وهي تنظر إلينا باستغراب وقد حارت في أمر الوصفة التي ستجلب لنا الشفاء.

لكن ما كان يهمنا أمر الدواء، كُنّا نضع الوصفات بعناية في جيوبنا الدّاخلية، ومرة مرة ننظر إليها فيبدو لنا من خلالها الوجه الفاتن لساحرتنا.

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد